أكد سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى الكويت محمد إيراني أن الاتفاق الإيراني - السعودي الذي ينص على استئناف العلاقات الثنائية كان يجب أن يتم عاجلاً أو آجلاً، باعتباره ضرورة انطلاقاً من أن السعودية وإيران دولتان مهمتان ومؤثرتان في المنطقة وستبقيان كذلك.

وقال السفير إيراني، في رده على سؤال لـ«الراي» عما إذا كانت الدولة الوسيطة، أي الصين، هي الضامنة لتنفيذ بنود الاتفاقية، «إن الدولة الوسيطة في الاتفاقيات عادة لا تكون ضامنة لتنفيذ بنود ما يتم التوافق عليه بين الأطراف، ولا يعني أنها ستتحمل أي خرق في تنفيذ بنود الاتفاقية، بل إن الأمر أخلاقي بالدرجة الأولى، وقد تلجأ الدول الأطراف للوسيط للتدخل في حال تعثر تنفيذ أي بنود من المتفق عليها».

وأشار إلى أن البند الأخير في الاتفاق نص على استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، وتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والاتفاق على اجتماع وزيري الخارجية في البلدين لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء، إضافة لتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، والاتفاقية العامة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.

وأشار إلى أن هذا البند «حدّد الخطوة الاولى في عودة العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية، وهي عودة العلاقات الديبلوماسية وفتح السفارات ولقاء وزيري خارجية البلدين، ما سيفتح الباب أمام عودة العلاقات الكاملة بين البلدين الجارين».

وإذ نوّه بجهود «الوسيط الصيني الذي بذل جهداً كبيراً يشكر عليه لعودة العلاقات بين البلدين»، اعتبر إيراني أن «جميع الأطراف الراغبة في تقليص التوترات وإيجاد مناخ مناسب لتنمية المنطقة بشكل حقيقي هم مسرورون لهذا الاتفاق الإيجابي وراضون عنه والعكس صحيح، ولا شك أن أعداء استتباب الأمن وأعداء التنمية المستدامة في ربوع المنطقة يشعرون بالقلق والغضب من هذا الاتفاق».

وأشار إلى أن إيران «أعربت منذ مدة طويلة عن رغبتها واستعدادها لحل القضايا الخلافية مع السعودية ومعالجتها عبر الحوار المباشر في أي زمان ومكان، ورحبت مراراً بمثل هذه الأطروحات التي تنهي التوتر بين البلدين، ولذا من المناسب أن نشيد بالجهود التي بذلتها الحكومة الصينية الصديقة وكذلك الجمهورية العراقية وسلطنة عمان والتي مهدت بلا شك لهذا الاتفاق».

واختتم قائلاً: «أعتقد بكل ثقة ونظراً للإمكانات والقدرات العديدة جداً للبلدين بأن هذا الاتفاق لا يصب في مصالح شعبي السعودية وإيران فحسب، بل سيساهم في تنمية واستقرار المنطقة بشكل مستدام».