واشنطن - رويترز، أ ف ب - ينطوي الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الديبلوماسية، على الكثير ما يثير اهتمام الولايات المتحدة، إذ ربما يفسح المجال لوضع حد لبرنامج طهران النووي ويتيح فرصة لتعزيز وقف إطلاق النار في اليمن.

كما أن له جانباً من المؤكد أنه سيثير عدم ارتياح المسؤولين في واشنطن إلى حد كبير، وهو دور الصين كوسيط للسلام في منطقة لطالما تمتعت فيها الولايات المتحدة بالنفوذ.

ورحّبت واشنطن بالاتّفاق، لكنّها أضافت أنه ينبغي رؤية «ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها».

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي «سنرى... إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظاماً يفي بكلامه عادةً».

وأضاف أن المملكة أبقت المسؤولين الأميركيين على اطلاع بالمحادثات مع طهران رغم عدم ضلوع واشنطن فيها بشكل مباشر.

وأراد كيربي في ما يبدو التقليل من دور الصين، إذ قال إن البيت الأبيض يعتقد أن «الضغط الداخلي والخارجي، بما في ذلك الردع السعودي الفعال ضد الهجمات من إيران أو وكلائها، هو الذي جلب طهران في النهاية إلى طاولة المفاوضات».

وأكد أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب سلوك بكين في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

وأضاف «بالنسبة إلى النفوذ الصيني هناك أو في أفريقيا أو أميركا اللاتينية، فليس الأمر كما لو أننا نغض الطرف.

نحن بالتأكيد مستمرون في مراقبة الصين وهي تحاول كسب نفوذ وموطئ قدم في أماكن أخرى حول العالم من أجل مصالحها الذاتية».

من جانبه، قال دانيال راسل، كبير الديبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن توسط الصين في الاتفاق يمكن أن يكون له «تداعيات مهمة» بالنسبة لواشنطن.

وتابع «السؤال هو: هل هكذا ستكون الأمور في ما سيأتي؟ هل يمكن أن تكون تلك مقدمة لجهود وساطة صينية بين روسيا وأوكرانيا عندما يزور (الرئيس الصيني) شي جينبينغ موسكو؟»

وقال نيسان رافاتي، المحلل البارز لشؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، «المشكلة أنه في وقت تزيد واشنطن وشركاؤها الغربيون الضغط على الجمهورية الإسلامية... ستعتقد طهران أنها تستطيع كسر عزلتها والاعتماد، في ضوء الدور الصيني، على غطاء من القوى الكبرى».

وأثار تدخل الصين بالفعل شكوكاً في واشنطن في شأن دوافع بكين.

ورفض النائب الجمهوري مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، تصوير الصين لنفسها على أنها وسيط سلام، قائلاً إنها «ليست طرفاً مسؤولاً ولا يمكن الوثوق بها كوسيط نزيه أو محايد».

إلا أن جون ألترمان، من مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، يرى أن مشاركة بكين تعزز شعوراً بتنامي القوة والنفوذ مما يغذي الحديث عن تضاؤل النفوذ العالمي للولايات المتحدة.

ويتابع «الرسالة التي ترسلها الصين من دون كثير مواربة هي أنه في حين أن الولايات المتحدة هي القوة العسكرية المهيمنة في الخليج، فإن للصين حضوراً ديبلوماسياً قوياً ويمكن القول إنه متنام».