عندما تحدثت في عام 2016، وأمام الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمة الله عليه، في ملتقى تطوير الجُزر وقلت بالحرف الواحد «إنه ليست لدينا رؤية»... أعني رؤية كويت 2035، التي لا تعكس المفهوم الحقيقي للرؤية: كيف؟
الرؤية كما ذكرت إنها تعبر عن حلمك عبر أهداف محددة، تنقلك من مستوى إلى مستوى أفضل وفق وحدة مقارنة ومؤشرات عالمية، وإن ما لدينا بالكاد يعبر عن رؤية مشاريع ليس إلّا ومردودها بشرياً لا يذكر فقط على الجانب العمراني!
انظر وتابع ما يحصل في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي أبهرتنا... لغة الأرقام هي الفيصل يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي بمثقفيها وأمييها وجهابذة التخطيط الإستراتيجي وغيره من منفذي المشاريع التي حتى في «الطرق» لم تفلح!
نعم، أبهرتنا السعودية الشقيقة عبر برنامج «شريك» لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وقبله برنامج «إنجاز» و«أبشر» الذي حولها إلى رقمية بامتياز!
هناك 5 مستهدفات لبرنامج «شريك» منها: ضخ 5 تريليونات ريال من استثمارات القطاع الخاص في المملكة بحلول عام 2030، والمساهمة في رفع ترتيب الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى المرتبة 15 عالمياً... لهذا السبب قلنا لغة الأرقام هي الفيصل!
ولو وضعت هذه الأرقام والإنجازات أمام عاقل مدرك ملم بالإدارة الإستراتيجية والقيادة سيعلم السبب وراء ربطنا بما يحدث من قفزات تنموية في المملكة العربية السعردية الشقيقة بغسيل المخ المحلي في الكويت!
عندنا موظفون قياديون ومستشارون منذ عقود عدة... ما هي إنجازاتهم في التعليم، الرعاية الصحية، البنية التحتية، الإسكان، الطرق، والمستوى المعيشي والقضايا التي ما زلنا ندرس الحلول لها!
غسلوا «مخنا» سلوكياً عبر «السوشيال ميديا» حيث أصبح المروجون «مشاهير سوشيال ميديا».
غسلوا «مخنا» بالممارسة الديموقراطية التي أفرغت الدستور من محتواه.
غسلوا «مخنا» في كل مجال حتى أصبحت إنجازاتنا مشاريع تنفذ بحالة متردية وما زالت المؤشرات العالمية «لغة أرقام» على «حطة إيدك»!
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنهض الكويت ما لم نأتِ برؤية جديدة... وهذه لا أظنها ممكنة ما دام أسلوب اختيار الموظفين القياديين والمستشارين كما هو المعمول به، وما دام معيار اختيارنا لنواب مجلس الأمة «المعلق» يعود لاعتبارات غير سليمة!
هذا لا يعني أنني متشائم... لا على الإطلاق، فأنا مُؤمن أشد الإيمان بأن التغيير مقبل، إلا أنني أعرض الوضع أمام الجميع لعلنا نستعجل في إحداث التغيير!
الزبدة:
وعلى«فكرة»... مفهوم شراكة القطاع الخاص يختلف عن المعمول به في الكويت، حيث في السعودية يُكافأ المجد المبدع المنجز وتعاقب كل شركة لا تلتزم بالمعايير.
أدعو المولى عز شأنه أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة «قياديين ومستشارين» لتخرجنا من عنق الزجاجة التي بتنا محبوسين فيها منذ عقود عدة... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi