لو يتكرّم مَن بِيدِهِ المسؤولية وينشر لنا أسماء شركات المقاولات التي سبق ورست عليهم مقاولات إنشاء الطرق وأيضاً صيانتها، فقط نُريد الأسماء ونترك الشعب الكويتي يأخذ حقه منهم.
منذ عقود طويلة والطرق الخارجية يتم العمل فيها بسياسة السلحفاة، إذا طورّوا شارعاً خارجياً وأنت تحتاج لاستخدامه فاعلم أنه يوماً ما سينتهي إنجاز هذا الطريق ولكن بعد انتهاء عمرك، وطبعاً الاقتصاديون يعلمون لماذا التجار الذين يحتكرون مثل هذه المناقصات يتأخرون، فهناك ملف عمالة نصف عماله تتم الاستفادة منهم في مشاريع أخرى، وهناك أوامر تغييرية مُربحة يزداد عددها مع مرور الشهور والسنين، أما صيانة الشوارع داخل المناطق السكنية فهذا حلم نتمنى بقاءه كذلك دون أن يُصبح واقعاً، فإذا فتحت الحكومة الباب لصيانة الشوارع الداخلية فستقوم تلك المجموعة بتعذيب الشعب الكويتي؛ ولكن هذه المرة سيكون التعذيب أمام منازلهم.
أما مصلحة الكويت؛ والحرص على التنمية؛ وتراجع الكويت أمام شقيقاتها فهذه قيم فقدت مفعولها من كثرة التكرار وتحولت إلى أسلوب بلاغة كما قال نابليون: «لَيس هناك إلا فَنٌّ واحد مِن فنُون البلاغة، وهو التِّكرَار»، لقد ملَّ الكويتيون التكرار، فلدينا بطون لا تشبع ووجوه لا تستحي، أفضل حلّ أن نترك الشعب الكويتي يتعامل معهم، اكشفوا الأسماء واتركوا الباقي على الشعب ما دامت حكومتنا تخاف أو تستحي منهم.
في الكويت ما زالت أمورنا تسير بكلمة (مساك الله بالخير)؛ فالعلاقات ورجالات الكويت والتجارة مصطلحات يعتمدها البعض كواقع سياسي يستفيد منها في الاستيلاء على مناقصات بهدف الربح أولاً وثانياً وثالثاً، إنها أساليب خِداع انتهت بنا إلى ما نحن عليه اليوم في معاناة سنوية تتكرر مع سقوط قطرات المطر.
في الحديث النبوي: (إنّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت)، ولأنهم لا يَستحون فهم يصنعون ما يشاءون ونحن باقون في مسلسل العذاب المفروض علينا، إذا لم يتحرك الشعب بنفسه دون مجلس الأمة الذي نتمنى أن يكون مختلفاً هذه المرة؛ ودون الحكومة التي ما زالت مترددة في الانتقام للشعب، إذا لم يتحرك الشعب بنفسه فسوف نستمر كُلُنا في المعاناة من بُطءٍ في الإنشاء؛ وسوءٍ في الإنتاج، وسَتبقى شوارع الكويت وصيانتها لتحكي قصة النفوذ الذي أفسد علينا الاستمتاع ببلد جميل.