أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، وقفاً لإطلاق النار في أوكرانيا اليوم وغداً، بعد دعوات للتهدئة لمناسبة عيد الميلاد الذي تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في البلدين، غداً، وبعد أقلّ من أسبوع على ضربة أوكرانية دامية أدت إلى مقتل 89 جندياً روسياً على الأقل.

وعلى الأثر، وصف ميخائيلو بودولياك المستشار في الرئاسة الاوكرانية، اعلان وقف النار بانه «نفاق»، داعياً القوات الروسية الى مغادرة البلاد.

وكتب في تغريدة «على روسيا ان تغادر الاراضي المحتلة عندها فقط سيكون هناك هدنة موقتة. لن ننخدع بنفاقكم».

وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا عن وقف كامل لإطلاق النار في أوكرانيا منذ أطلقت عمليتها العسكرية في 24 فبراير الماضي.

ويأتي الإعلان بناء على طلب بوقف إطلاق النار خلال العطلة الدينية صدر عن الزعيم الروحي الروسي الأرثوذكسي البطريرك كيريل (76 عاماً).

وقال بوتين، وفق ما جاء في بيان صادر عن الكرملين «استجابة لدعوة قداسته البطريرك كيريل، أوجّه إلى وزير الدفاع الروسي (سيرغي شويغو) ببدء تطبيق وقف لإطلاق النار على كل خط التماس بين الطرفين في أوكرانيا اعتباراً من الساعة 12.00 في السادس من يناير هذه السنة حتى الساعة 24.00 في السابع من يناير».

وأضاف البيان «نظراً إلى أن عدداً كبيراً من المواطنين الذين يعتنقون (المذهب) الأرثوذكسي يقطنون مناطق قتال، ندعو الجانب الأوكراني إلى إعلان وقف لإطلاق النار ومنحهم فرصة لحضور قداديس الكنائس عشية الميلاد ويوم ميلاد اليسوع».

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا بوتين إلى «وقف إطلاق نار أحادي الجانب».

وقال لبوتين خلال اتصال هاتفي، بحسب بيان نشرته الرئاسة التركية، «الدعوات إلى السلام والمفاوضات بين موسكو وكييف يجب أن تكون مدعومة بوقف إطلاق نار أحادي الجانب».

وردّ بوتين بأنّ روسيا منفتحة على «حوار جاد» شرط أن تقبل السلطات الأوكرانية «الوقائع الجديدة على الأرض» عقب الهجوم الروسي.

وأكّد إردوغان خلال المكالمة أن تركيا مستعدة للعب دور الوسيط من أجل «تحقيق سلام دائم».

واستخدم الرئيس التركي علاقاته الجيدة مع كل من موسكو وكييف في محاولة للتوسط من أجل إنهاء الحرب.

واستضافت تركيا جولتين من محادثات سلام وساهمت مع الأمم المتحدة، في إبرام اتفاق لاستئناف شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

كذلك حاول إردوغان مراراً ترتيب لقاء بين بوتين وزيلينسكي في تركيا في إطار قمة سلام.

وأعلنت روسيا في سبتمبر الماضي، ضمّ أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها جزئياً أو بالكامل، على غرار ما فعلت مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها في العام 2014.

ويرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التفاوض مع بوتين، مشدداً على استعادة كييف كل الأراضي المحتلة بالوسائل العسكرية.

وندّد بوتين مرة أخرى خلال محادثاته مع أردوغان بـ«الدور المدمّر للدول الغربية» في النزاع، من خلال مدّ كييف بـ «الأسلحة والمعدات العسكرية وبمعلومات وأهداف عملياتية».