طهران - أ ف ب - تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن بلاده لن ترحم «المعادين» للجمهورية الإسلامية التي تشهد منذ أشهر تحركات احتجاجية أعقبت وفاة الشابة الكردية مهسا أميني.
وقال رئيسي في خطاب متلفز، أمس، إن «الأحداث الأخيرة كانت حرب الأحزاب، كل التيارات الاستكبارية أتت إلى الميدان بكل قوتها... المنافقون، المؤيدون للملكية، وكل التيارات المعادية للثورة، وكل الذين تضرروا من هذه الثورة، كانوا ضالعين» في الأحداث.
وأتت تصريحاته أمام جموع غفيرة وسط طهران خلال مراسم تشييع رفات مستعادة لـ200 جندي قضوا خلال الحرب الإيرانية - العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.
وشدد رئيسي على أن «حضن الأمة (الإيرانية) مفتوح لكل من تم التغرير بهم. الشباب هم شباب هذه البلاد»، مشدداً على أن «حضن الأمة مفتوح للجميع، لكننا لن نرحم المعادين».
وتقول منظمات حقوقية خارج إيران، إن أكثر من 450 متظاهراً قضوا خلال الاحتجاجات التي شكّل الشباب والنساء جزءاً كبيراً من المشاركين فيها.
من جهتها، أفادت أرقام رسمية إيرانية عن مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف وإحالة قسم منهم الى المحاكمة.
وأكد القضاء الإيراني اصدار أحكام بالاعدام بحق 11 متهماً، تم تنفيذ اثنين منها، بينما أمرت المحكمة العليا بإعادة محاكمة اثنين آخرين.
ويقول ناشطون حقوقيون إن نحو 12 آخرين يواجهون تهماً قد تؤدي إلى إنزال عقوبة الإعدام في حقهم.
وأعربت العديد من الدول الغربية عن مساندتها للاحتجاجات، وقامت بفرض عقوبات على طهران على خلفية ما تعتبره «قمع» السلطات للمحتجين.
واعتبر رئيسي، أن الدول التي ساندت المتظاهرين أخطأت في الحساب.
ورأى أن الداعمين للاحتجاجات، أرادوا «حرف المجتمع الإسلامي» عن أهدافه، متوجها إليهم بالقول من دون أن يسمّيهم «لماذا أخطأتم في الحسابات مجدداً؟ لماذا تبعثون إلينا برسائل عبر قنوات مختلفة (وتعتقدون أننا) نريد التحدث إليكم بعدما تم القضاء على انعدام الأمن بفضل جهود الشعب وقوات الأمن التي تبذل التضحيات؟».
وشدد على إيران «لن تنخدع» بذلك.