أعلنت موسكو، أن أنظمة الدفاع الجوي أحبطت هجوماً بطائرة مسيرة أوكرانية قرب قاعدة للقاذفات بعيدة المدى في العمق الروسي، بينما وعدت أوكرانيا، بـ «مفاجأة» بعد أيام مع ظهور صور الأقمار الاصطناعية لمكان الانفجارات في مقاطعة ساراتوف، ودعت من ناحية ثانية، إلى استبعاد روسيا من الأمم المتحدة بعد أكثر من 10 أشهر على بدء غزو القوات الروسية، وهو مطلب لا فرص له بالنجاح بحيث تتمتع موسكو بحق النقض في مجلس الأمن.
وذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، ان «أوكرانيا تدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (...) إلى حرمان روسيا الاتحادية من وضعها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي واستبعادها كليا من الأمم المتحدة».
ميدانياً، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إنه تم ليل الأحد - الإثنين، إسقاط مُسيّرة أوكرانية على ارتفاع منخفض أثناء اقترابها من مطار أنغلز العسكري، ونتيجة لسقوط حطام الطائرة أصيب 3 جنود روس من الطاقم الفني كانوا في المطار بجروح قاتلة. وأضافت أن معدات الطيران في المطار لم تتضرر.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية وروسية إن دوي انفجارات سُمع في قاعدة أنغلز الجوية على بعد نحو 730 كيلومترا جنوب شرقي موسكو ومئات الكيلومترات عن الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
وسعى رومان بوسارجين، حاكم منطقة ساراتوف، إلى طمأنة السكان، مؤكدا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه «ليس هناك أي تهديد على الإطلاق لهم» وأنه لم تتضرر أي من البنى التحتية المدنية.
وحذّر من نشر «معلومات كاذبة»، مذكراً بالقوانين المتشددة التي تم تبنيها بعد بدء الهجوم العسكري على أوكرانيا في نهاية فبراير الماضي.
وأكد أن «كل القصص عن إخلاء المدينة هي أكاذيب صارخة ومعلومات ملفقة خارج حدود بلدنا».
في المقابل، قال الناطق باسم القوات الجوية الأوكرانية إن الانفجارات المتلاحقة داخل الأراضي الروسية هي نتيجة لما وصفها «بالأعمال الإجرامية للمحتلين» في بلاده.
وأضاف أنه إذا اعتقد الروس أن الحرب لن تمسهم في العمق «فهم على خطأ»، داعيا للانتظار بضعة أيام حتى تظهر صور الأقمار الاصطناعية حجم الانفجارات في قاعدة أنغلز.
يذكر أن هذا الهجوم هو الثاني في غضون شهر على أنغلز، القاعدة الرئيسية للقاذفات الإستراتيجية الروسية.
في سياق متصل، نقلت «وكالة إنترفاكس للأنباء» عن وزارة الدفاع إن القوات الروسية تعمل «على مدار الساعة» في مواقع جديدة للتصدي للهجمات الصاروخية والجوية الأوكرانية.
وأضافت الوزارة في بيان أن أطقم أنظمة «إس - 300» تتخذ مواقع جديدة لأنظمة صواريخ أرض - جو بعيدة المدى الروسية.
وقال قائد عسكري، أن بطارية «إس-300 في» قادرة على تتبع هدف على مسافة تصل إلى 204 كيلومترات وعلى ارتفاع يصل إلى 30 كيلومترا.
أمنياً، أعلن جهاز الأمن الفيديرالي (إف إس بي)، أمس، أنه قتل مجموعة مخرّبين من أوكرانيا حاولوا العبور إلى منطقة حدودية روسية.
وأفاد الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي في بيان «نتيجة اشتباك وقع في 25 ديسمبر 2022، قُتل أربعة مخرّبين حاولوا دخول أراضي منطقة بريانسك من أوكرانيا». وأضاف بأن أسلحة أجنبية و«متفجرات» كانت بحوزتهم.
وأظهر تسجيل مصوّر تناقلته وكالات إخبارية ونسب إلى «إف إس بي» جثثا ملقاة على الأرض لعدد من الأشخاص الذين كانوا بلباس شتوي مموه ويحملون أسلحة نارية.
حرب عالمية ثالثة
من جانبه، جدد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، تحذيراته للغرب من مغبة اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وقال إن الترسانة النووية الروسية والقواعد التي وضعتها موسكو لاستخدامها، هما العاملان الوحيدان اللذان يمنعان الغرب من بدء حرب ضد روسيا.
وأكد ميدفيديف ان موسكو ستواصل حربها في أوكرانيا حتى يتم إسقاط «النظام المثير للاشمئزاز شبه الفاشي» في كييف وتصبح البلاد منزوعة السلاح تماماً.
وتابع ميدفيديف، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في مقال نشرته صحيفة «روسيسكايا غازيتا»، الأحد، «هل الغرب مستعد لشن حرب شاملة ضدنا، بما في ذلك حرب نووية، من خلال كييف؟ الشيء الوحيد الذي يوقف أعداءنا اليوم هو إدراك أن أساسيات سياسة الدولة في شأن الردع النووي.. هي التي ستوجه روسيا. وأنها ستعمل بناء عليها في حالة ظهور تهديد حقيقي».
ورأى ميدفيديف ان «العالم الغربي يوازن بين رغبة قوية في إذلال روسيا وإيذائها وتقطيع أوصالها وتدميرها بقدر الإمكان، من جهة، والرغبة في تفادي حدوث كارثة نووية من جهة أخرى».
وأضاف أنه إذا لم تحصل روسيا على الضمانات الأمنية التي تطالب بها «فإن العالم سيواصل التأرجح على شفا حرب عالمية ثالثة وكارثة نووية. سنبذل قصارى جهدنا لمنع ذلك».