قُبيل دقائق من انتهاء المهلة الممنوحة له لتشكيل ائتلاف حكومي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلّف بنيامين نتنياهو، أنّه نجح في تشكيل حكومته السادسة والأكثر تطرّفاً، مع شركائه من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرّفة، خلفاً لحكومة يائير لابيد.

وبعدما انتصر، مع حلفائه، في الانتخابات التشريعية التي جرت في الأول من نوفمبر الماضي، كانت أمام نتنياهو مهلة تنتهي في الساعة 11:59 من ليل الأربعاء (21:59 ت غ) لإبلاغ الرئيس إسحاق هرتسوغ بأنّه «نجح» في تشكيل الحكومة المقبلة.

وغرّد نتنياهو بالعبرية قائلاً «لقد حصلت عليها».

وفي بيان، قال أطول رئيس للوزراء بقاء في المنصب في إسرائيل، إنّه أرسل إلى هرتسوغ الرسالة التالية: «بفضل الدعم الجماهيري الكبير الذي تلقّيناه خلال الانتخابات الأخيرة، أبلغكم بأنّني تمكّنت من تشكيل حكومة ستعمل لصالح جميع مواطني إسرائيل».

وبحسب قوانين الانتخابات، كانت أمام نتنياهو مهلة تنتهي في 11 ديسمبر الجاري لإعلان حكومته، لكنّه طلب تمديدها 14 يوماً، وهو الحدّ الأقصى المسموح به قانوناً، غير أنّ هرتسوغ وافق على منحه 10 أيام إضافية فقط.

وتضم الحكومة الأكثر تطرفاً، بالإضافة إلى «الليكود»، أحزاب «شاس»، «يهدوت هتوراة»، «الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت»، وهي مدعومة من ائتلاف مكوّن 64 نائباً في الكنيست البالغ عدد مقاعده 120.

وستتولى الحكومة الجديدة، التي يتعيّن على نتنياهو الآن أن يقدمها للكنيست في غضون أسبوع، السلطة بعد عام شهد أسوأ مستويات العنف في الضفة الغربية منذ أكثر من عشرة أعوام، إذ قُتل أكثر من 150 فلسطينيا وأكثر من 20 إسرائيلياً.

وسيمثل استقرار الحكومة مخرجاً من فترة مضطربة شهدت ذهاب الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع خمس مرات في أقل من أربع سنوات. لكن الجدل الذي دام أسابيع أوضح أن التحالف ربما لايزال يواجه توتراً داخلياً كبيراً.

وأثارت تشكيلة الحكومة، بالإضافة إلى المقترحات التي من شأنها أن تمنح البرلمان صلاحيات أكبر لنقض قرارات المحاكم، قلقاً في إسرائيل وخارجها، إذ يرى المنتقدون في ذلك تهديدا لاستقلال نظام العدالة.

وصدم ضم المتشددَين إيتمار بن غفير، من حزب»القوة اليهودية«القومي المتطرف، وبتسلئيل سموتريتش، من حزب«الصهيونية الدينية»اليميني المتطرف، الفلسطينيين والإسرائيليين الليبراليين.

فكلاهما يُعارض قيام دولة فلسطينية ويدعم بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة، مما يضيف عقبة أخرى أمام حل الدولتين الذي يؤيده القادة الفلسطينيون والولايات المتحدة والحكومات الأوروبية.

وسيشغل بن غفير منصب وزير الأمن، مع التمتع بسلطة على الشرطة، في حين ستكون لحزب سموتريتش المؤيد للمستوطنين السيطرة على التخطيط في الضفة، مما يمنحه سلطات واسعة على حياة الفلسطينيين ويفتح الباب أمام توسيع المستوطنات.

كما يريد بن غفير أن يتولى سيطرة مباشرة أكبر على الشرطة عبر تشريع من شأنه أن يمنحه سلطة مباشرة على مسائل سياسية يُقررها عادة مفوض الشرطة.

وسيحصل زعيم حزب «ناعوم» آفي ماعوز، المعروف بآرائه المناهضة لـ«مجتمع الميم»، منصب نائب وزير في مكتب رئيس الوزراء وسيكون مسؤولاً عن«سلطة الهوية اليهودية الوطنية».

في الوقت نفسه، يسعى أرييه درعي، زعيم حزب«شاس»الديني لشغل منصب وزير المالية رغم إدانته بالاحتيال الضريبي.

وسيتولى الوزارة لمدة عامين بموجب ترتيب مشترك مع سموتريتش، الذي سيخدم في أول عامين من ولاية الحكومة.

وقال نتنياهو إنه مَنْ سيضع السياسة الإسرائيلية في نهاية المطاف. وتعهد بالحكم لصالح جميع المواطنين.

ويحاكم الزعيم المخضرم، الذي عاد للحكم بعد أن أمضى 15 عاما رئيساً للوزراء، بتهم فساد ينفيها.

عاصفة في المعارضة

في المقابل، هاجم رئيس الحكومة المنتهية ولايتها لابيد الحكومة المرتقبة، قائلاً«تمكّن ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من تشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل».

وغرّد زعيم حزب«اسرائيل بيتنا»اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان:«لقد نجح (نتنياهو) بتشكيل حكومة ظلامية، نجح باقامة دولة دينية، نجح بتفضيل طلبة المدارس الدينية على جنود الجيش، نجح بإيجاد فصل بين الجنسين تحت ظل القانون، نجح بدفن أحلام هيرتسل وجابوتنسكي، بإمكاننا خوض صراع ضد كل ذلك بتصميم لضمان النور لمواطني إسرائيل».

وهاجمت ميراب ميخائيلي، رئيسة حزب«العمل»الحكومة الجديدة، وقالت«نجح متهم بقضايا جنائية بتعيين جنائي ضريبي وزيراً للصحة والداخلية وبتعيين داعم للإرهاب وزيراً للأمن القومي، وتعيين منتهك لقوانين البناء وزيراً للإسكان. تمكّن من تشكيل حكومة تشجع التمييز والإقصاء والتفرقة، ونحن الذين سندفع الثمن، سنستمر بالحرب من أجل الديموقراطية والصهيونية في الكنيست وخارجه حتى النصر».

وفي السياق، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول المهنئين لنتنياهو، الذي أكد أنه عازم«على منع إيران من حيازة سلاح نووي ولجم محاولاتها للتموضع عسكرياً في سورية».

وقال نتنياهو لبوتين، هاتفياً، إنه يأمل بالتوصل إلى حل لإنهاء الحرب في أوكرانيا «في أقرب وقت».