مساء الثلاثاء الماضي كان مختلفاً، إذ لم يكن مزخرفاً بالألوان الزاهية التي تجذب الأنظار، بل اختار الفنانون أن يظهروا براعتهم باللونين الأبيض والأسود، عبر معرض توزعت فيه أكثر من 70 لوحة فنية مميزة ذات صلة بفن «الكوميكس والمانغا» على جدران قاعة «جمعية الكاريكاتير الكويتية» التي احتضنت النسخة الثانية من معرض «صنع في الكويت».
المعرض، الذي حمل عنوان «بالأبيض والأسود»، أقيم برعاية وحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، الذي جال بدوره في أرجاء المعرض بمرافقة رئيس الجمعية الفنان محمد ثلاب ورئيسة مجموعة «الكوميكس والمانغا» في الجمعية أمل البقشي، حيث اطّلع على جميع اللوحات المشاركة، واستمع بإنصات تام إلى شرح كل فنان عن رمزية لوحاته، ليبدي إعجابه بما شاهدته عيناه من إبداع شبابي كويتي وخليجي.
فن رائع
على هامش جولته في المعرض، صرح الزامل لـ «الراي» قائلاً: «سعيد كوني متواجداً مع إخواني في مقر جمعية الكاريكاتير لحضور هذا المعرض الذي يقف خلفه مجموعة من الإخوة والأخوات الفنانين الكويتيين المبدعين الذين قدموا لنا فناً رائعاً يعبر عن يومياتهم وخيالهم الواسع، حيث إن فن الكاريكاتير من الممكن استخدامه من باب السخرية اليومية أو في مجال الكوميديا أو رسم الأشخاص مع وضع بعض الملامح والرموز، والذي له علم خاص.
وبإذن الله أن يبقى التعاون دائماً في ما بيننا في المجلس الوطني للثقافة وبين جمعية الكاريكاتير»، متمنياً الدعم الكامل واللا منقطع للفنان الكويتي.
أكثر من 70 لوحة
أما الفنان محمد ثلاب، فتحدث لـ«الراي» عن المعرض قائلاً: «هذا المعرض يعتبر من معارض فن (الكوميكس والمانغا)، وهي سلسلة نقدمها من خلال الجمعية، حيث أسمينا هذه الدورة منه (الأبيض والأسود) بحيث تكون جميع اللوحات بهذين اللونين. وقد شارك فيه أكثر من 25 فناناً وفنانة كويتيين من داخل الجمعية وخارجها إلى جانب مشاركات من دول الجوار وتحديداً السعودية بواقع أكثر من 70 لوحة فنية جميعها مهتمة بفن (الكوميكس) والقصص المصورة و(المانغا) التي تعنى بالصور اليابانية».
وتابع: «يعتبر المعرض ختاماً لأعمال الجمعية للعام الحالي، وأيضاً مد أصر التواصل بيننا والمجلس الوطني، حيث كان لهم دور في افتتاحه، كما يعتبر المعرض إنجازاً من إنجازات الجمعية التي نقدمها للجميع. وهنا لا يفوتني توجيه الشكر الخاص إلى منصة الفن المعاصر (cap) التي كان لها دور فعال بإنجاح المعرض من خلال التعاون المشترك بيننا».
«الأبيض والأسود الأساس»
من جانبها، تحدثت الفنانة أمل البقشي عن هوية هذه النسخة قائلة: «النسخة الأولى من المعرض أقيمت في مجمع الأفنيوز، لذلك قررنا إقامة هذه النسخة في مقر الجمعية، حيث إن فكرتها متمحورة عن لوني الأسود والأبيض (كل الأعمال بهاللونين بس) والسبب يرجع كونهما أساس أي عمل فني، خصوصاً الكوميكس والمانغا، كما أردنا العودة إلى الأساسيات وما الذي يكوّن العمل الفني، ولوني الأسود مع الأبيض هما ما يحددان لون التحبير والتظليل وغير ذلك».
وأضافت: «سيتم تكريم كل المشاركين بالمعرض، إلى جانب تنظيمنا ورشاً جانبية منها حوار مع كاتب كوميكس، وورشة تلقيها إحدى المشاركات عن فن رسم الشخصية، ومقابلة مع نائب رئيس جمعية الكاريكاتير الفنان سامي الخرس للحديث عن كتاب الكوميكس، وندوة عن الخيال في القصص المصورة».
«زين بن زمان»
وتحدث الفنان سامي الخرس، عن كتابه الأخير «زين بن زمان» الخاص بفن «الكوميكس»، فقال: «أعتبره مغامرة، إذ إنني متابع جيد لما هو مطروح في الساحة، ولاحظت عدم وجود أي إصدارات بهذا المجال في الكويت.
لذلك طرحته بأسلوب تراثي قديم مشابه لسندباد، إذ إعادة إحياء التراث القديم (التراث الكوميدي بأسلوب ساخر فني)، في سبيل فتح المجال أمام بقية الفنانين لتفنيذ هذا النوع من الفن».
وأضاف: «نحتاج دعماً من دور النشر في الكويت لتبني وطباعة الكتب المهتمة بفن (الكوميكس والمانغا) التي لديها شريحة كبيرة من القراء. وهنا يأتي دورنا كجمعية كاريكتير في إبراز هذا الفن ذي التقنيات الكبيرة، لأنه أشبه بكتابة نص فيلم أو مسلسل».
«أشجع مَن يمتلك شغفاً»
من ناحيتها، تحدثت الفنانة الشابة مرام العرادة، إحدى المشاركات بالمعرض، قائلة: «أشارك بأكثر من 4 رسومات أحبها بفن المانغا، إذ إنني أمتلك شغفاً كبيراً بأعمال الكوميكس والمانغا، وتعتبر هذه مشاركتي الثانية مع الجمعية بعد أن تشجعت في النسخة السابقة».
وأضافت «فعلياً، أحببت هذا اللون الفني لأنني منذ الصغر متابعة جيدة للإنيمي، كما أمتلك هواية الرسم، لذلك وجدت أنني متمكنة به. وأشعر بأن له مستقبلاً باهراً في الكويت، وأشجع كل شخص يمتلك شغفاً أن يشارك بمعارض في الكويت وبالخارج».
«مستقبل كبير»
وقالت إيمان المياس، وهي مشاركة بالمعرض أيضاً: «لديّ أربع لوحات فنية أشارك بها، قدمت من خلالها شخصية تحب الطبيعة والحيوانات ومرتبطة بمشاعرها، إذ نراها يومياً في حياتنا اليومية. وبالنسبة إلي، أحببت هذا الفن لأنه أقرب إلى الواقع مع وجود اختلاف بسيط، وتعلمته خلال دراستي الجامعية، ومنها تعمقت أكثر بعد التخرج، وحالياً مرّت 10 سنوات وأنا أمارس هذا الفن، وأرى أن له مستقبلا كبيرا في الكويت».