الشباب هو زمن القوة والعمل، فإن لم يغتنمه العاقل تقطعت نفسه وتحسّر على ما فات من أيام، ومن فرّط في أيام شبابه لا يُمكنهُ تدارُك ما فاته في أيام كِبره... تتفاوت منازل الشباب في الهمة؛ فريق سلبي لا يقدم ولا يؤخر، لم يستثمر وقته، ولم يحاول الارتقاء بنفسه، وأصحاب همة عالية يتجنبون كل ما يعيق طريقهم، الشاب المكافح متى بدأ بخطوات الصعود، شعر بالندم والألم على أيام مضت بلا نشاط ولا إنجاز وكأنه كان في غفلة، ومع ذلك لا يسقط بل يستمر في الحركة والعمل البناء للوصول إلى المزيد وتحقيق ما يريد.

هذا النوع من الشباب يتحمّل كثيراً من الأمور، يعتمد عليهم الناس في أمور عظيمة، وتوكل إليهم الأمور الصعبة، فهم فئة مستعدة للتضحية، تتحرك وتجتهد وتستثمر أوقاتها للعطاء، ولو كلّفهم ذلك الكثير، يقول أحدهم في شأن الإنسان الناجح: «الرجل الذي يَدَّخِرُ كل الدقائق المفردة وأنصاف الساعات والأعياد غير المنتظرة والفسحات التي بين وقت وآخر، والفترات التي تنقضي في انتظار أشخاص يتأخرون عن مواعيد مضروبة لهم، ويستعمل كل هذه الأوقات ويستفيد منها ليأتي بنتائج باهرة يدهش لها الذين لم يفطنوا لهذا السر العظيم الشأن» انتهى.

الناجح قدوة للناس، وبأعماله وأفكاره يمكنه تغيير فكر صحبته وأفراد مجتمعه وتعديل طريقهم إلى الأفضل، يعمل ما ينفعهم ويقدم الحلول والاقتراحات للإصلاح، ينصح رفقته باستثمار الوقت ويشاركهم في كل عمل نافع، ويوصي باختيار مجالات للإبداع والتطور والعطاء، والتنافس في أعمال الخير، ولا يحصل ذلك إلّا بالصبر والثقة واليقين من قدرته في تطوير نفسه إلى الأحسن، ومحاولة القيام بأعمال جديدة، ووضع خطة مُحكمة مدروسة للسير عليها.

ولا يعني ذلك التحمس الزائد والضغظ على نفسه بتحمل أعباء كبيرة تفوق قدرته، فتسبّب نتائج عكسية كالفتور، أو الوقوع في أخطاء كبيرة أو التراجع والانقطاع عن العمل! فعلى الشاب الطموح التأني والتوسط والتعقل والنظرة الدقيقة البعيدة في كل خطواته؛ حتى تدوم الهمة وتتحقق النتائج المطلوبة وتظهر بأبهى صورة، وكما يقال:

خير الأمور أوسطها.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan