الأردن (البحر الميت) - كونا - شدد ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، على ضرورة العمل على إغلاق جميع الملفات العالقة مع العراق، وعلى رأسها استكمال ترسيم الحدود البحرية، للانطلاق بالعلاقات إلى آفاق جديدة.

وإذ دعا إلى تفويت الفرصة «على من دأب على استغلال هذه الملفات في بث أكاذيب وتلفيقات»، أكد رئيس الوزراء أن «الإرادة متوافرة والحرص على سيادة كل بلد منا لا سبيل للنقاش به، والآليات والقوانين الدولية كقواعد يمكن الركون لها دامغة وحاسمة، فلا مجال للتأخير والتأجيل لتحقيق مصالحنا المشتركة».

وشدد سموه على أن «المنطقة لن تنعم بالاستقرار ولن تهنأ بالأمن، إن فقدته إحدى دولها»، مشيراً إلى أن الكويت دعمت العراق في كل المجالات، وأن دول مجلس التعاون الخليجي تسعى لاستعادة العراق دوره الفاعل في تعزيز تواجده في محيطه العربي.

جاء ذلك في كلمة له خلال ترؤسه وفد دولة الكويت المشارك في مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»، الذي انعقد أمس في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.

وضم الوفد المرافق لسموه، وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، ووكيل ديوان رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد طلال الخالد، ومدير مكتب سمو رئيس مجلس الوزراء حمد بدر العامر، والسفير سالم غصاب الزمانان، وسفير دولة الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني، وسفير الكويت لدى العراق طارق الفرج.

وفي ما يلي نص الكلمة:«بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي والسعادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بداية أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجلالة الملك عبدالله بن الحسين وإلى حكومة وشعب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد المتميز لهذا اللقاء المهم.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

يأتي لقاؤنا اليوم في إشارة واضحة ودلالة قاطعة على اهتمام المجتمع الدولي بأمن واستقرار العراق، والقناعة الراسخة بأن المنطقة لن تنعم بالاستقرار ولن تهنأ بالأمن، إن فقدته إحدى دولها وإدراك دول الجوار لهذه الحقيقة وسعيهم لصيانة أمنهم واستقرار المنطقة.

ولا يفوتني هنا أن أهنئ الأشقاء بما تحقق لهم من إتمام الانتخابات التشريعية واختيار رئيس الوزراء وحصول الحكومة على موافقة البرلمان، إضافة إلى ما تحقق أيضاً للأشقاء في صيانة أمنهم ودعم استقرارهم في طريق القضاء على ما تبقى من فلول المنظمات الإرهابية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

تدرك الدول العربية، ولاسيما دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مكانة العراق وأهميته في المحيط الإقليمي والدولي وتسعى لاستعادة دوره الفاعل في تعزيز تواجده في محيطه العربي ليمارس دوره المعهود بحرية بعيداً عن أي تأثيرات خارجية، وما اتفاقية الربط الكهربائي الموقعة بين دول مجلس التعاون وجمهورية العراق إلا مثال على ذلك السعي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

سعت دولة الكويت لدعم جمهورية العراق في كافة المجالات، إدراكاً منها لأهمية هذا البلد الشقيق وترسيخاً للقناعة السائدة بأن أمن البلدين والمنطقة واستقرارهما كل لا يتجزأ، وتجسيداً لعمق العلاقات الأخوية التي تجمعنا، فجاء الدعم الكويتي اقتصادياً وتنموياً عبر مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق فبراير 2018 أو عبر المشاريع الأخرى التي قامت بها دولة الكويت، وأمنياً عبر مشاركتها الفعالة ضمن التحالف الدولي ضد داعش وغيرها من أوجه الدعم التي قدمتها دولة الكويت عبر السنوات.

ولا يفوتني أن أستذكر بالتقدير الزيارة التي قام بها أخي دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى دولة الكويت أخيراً، والتي حرص على أن تكون من أوائل زياراته الخارجية في دلالة واضحة لا تحتاج إلى بيان.

إننا مطالبون اليوم أمام حجم ما يربطنا من علاقات إلى العمل على إغلاق كافة الملفات العالقة، ولاسيما استكمال ترسيم الحدود البحرية بعد العلامة 162، وذلك لننطلق معاً في الانتقال بعلاقاتنا إلى آفاق جديدة تعكس ما يربطنا، ورغبة قيادتي بلدينا وتطلعات شعبينا الشقيقين لنفوت الفرصة على من دأب على استغلال هذه الملفات في بث أكاذيب وتلفيقات للنيل من هذه العلاقة، وتعكير صفوها، فالإرادة متوافرة والحرص على سيادة كل بلد منا لا سبيل للنقاش به، والآليات والقوانين الدولية كقواعد يمكن الركون لها دامغة وحاسمة، فلا مجال للتأخير والتأجيل لتحقيق مصالحنا المشتركة، ولنتفرغ معاً لتعزيز علاقاتنا ولمواجهة التحديات الجسيمة على المستويين الإقليمي والدولي.

أجدد الشكر لكم جميعاً، متمنياً للأشقاء في العراق تحقيق المزيد من آمالهم وتطلعاتهم ولمؤتمرنا التوفيق والسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».