دخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في صدام مع إيران وحليفتها، روسيا، داخل أروقة مجلس الأمن، بسبب اتهامات الغرب لطهران، بتزويد موسكو بطائرات مسيرة تشن هجمات في أوكرانيا.
واتهمت واشنطن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بـ«الرضوخ للتهديدات الروسية، والفشل في إطلاق تحقيق حول هذا الشأن».
وخلال جلسة لمجلس الأمن في شأن تنفيذ القرار الأممي المتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، ليل الإثنين، قال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة روبرت وود، إن عدم تحرك الأمم المتحدة «دليل على تعرضها لتهديدات روسية».
في المقابل، نفى مندوب إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني، انتهاك بلاده لقرار مجلس الأمن الرقم 2231، موضحاً أن الطائرات المسيرة التي نقلتها طهران إلى موسكو قبل غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، «لا تنطبق عليها الخصائص التقنية المنصوص عليها في القرار».
وخلال الاجتماع المثير للجدل، يوم الاثنين، في شأن القرار الذي يؤيد الاتفاق النووي بين إيران و6 دول كبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، تبادلت واشنطن وطهران، الاتهامات بالتسبب في توقف المفاوضات في شأن عودة إدارة الرئيس جو بايدن للاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018.
وشدد ايرواني، على أن فريق التفاوض الإيراني «مارس أقصى درجات المرونة» في محاولة التوصل لاتفاق، بل وقدم «حلاً مبتكراً للقضايا العالقة بهدف كسر الجمود».
وأضاف أن نهج الولايات المتحدة «غير الواقعي والمتشدد» أدى لتوقف المحادثات.
وأضاف «لنوضح الأمر: الضغط والترهيب والمواجهة ليست حلولا، ولن تؤدي إلى شيء. إيران مستعدة لاستئناف المحادثات وترتيب اجتماع وزاري في أقرب وقت ممكن لإعلان استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة. هذا يمكن تحقيقه إذا أظهرت الولايات المتحدة إرادة سياسية حقيقية. الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة».
من جانبه، قال وود، إن «باب المفاوضات مازال مفتوحاً لعودة أميركية - إيرانية متبادلة لتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كامل».
لكنه أضاف أن «تصرفات إيران ومواقفها كانت مسؤولة عن منع هذه النتيجة».
وتابع المندوب الأميركي «كانت الصفقة التي وافق عليها جميع الأطراف في المتناول في سبتمبر الماضي، وحتى إيران كانت مستعدة للتوقيع. ولكن في اللحظة الأخيرة، قدمت مطالب جديدة غير منصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي تعرف أنه لا يمكن تلبيتها».
وفي ختام اجتماع مجلس الأمن، طلب وود الكلمة لدحض تصريحات ايرواني، وقال «مطالب إيران الدخيلة ورفضها لجميع مقترحات التسوية هما سبب عدم العودة إلى الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة».
ورأت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا ودوارد، أن التصعيد النووي الإيراني «يجعل التقدم في خطة العمل أكثر صعوبة بكثير».
ونقلت «وكالة أسوشيتد برس للأنباء» عن باربرا «اليوم يتجاوز إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب حدود خطة العمل الشاملة المشتركة بما لا يقل عن 18 مرة، كما أن طهران تواصل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لدولة لا تمتلك برنامج أسلحة نووية».
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، «يبدو أن مساحة الديبلوماسية تتقلص بوتيرة سريعة».
وأشارت إلى تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن إيران تعتزم تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة في مفاعل ناتانز، وإنتاج المزيد من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة في مفاعل فوردو لتخصيب الوقود، وهو مستوى قريب من المستوى المطلوب لصنع سلاح نووي.
وأكد ايرواني أن كل الأنشطة النووية الإيرانية «سلمية»، وقال إن بلاده مستعدة لإشراك الوكالة الذرية في حل القضايا العالقة في شأن «الضمانات النووية».