غالباً ما يكون الوداع صعباً جداً، لاسيما للاعب كرة قدم يخوض كأس العالم للمرة الأخيرة في مسيرته، لكن ليونيل ميسي يغادر مشاركته الخامسة والابتسامة على محياه بعدما فك عقدته وقاد الأرجنتين الى لقبها المونديالي الأول منذ 1986 بالفوز على فرنسا بركلات الترجيح في قطر.
وتوّج ميسي (35 عاماً) هذه المشاركة التاريخية بنيله أيضاً لقب أفضل لاعب للمرة الثانية بعد أولى عام 2014، منهياً السباق على جائزة الهداف وصيفاً للفرنسي كيليان مبابي (7 مقابل 8).
لكن الأمر كان مغايراً بالنسبة للاعب الذي لطالما اعتبر الغريم الأساسي لميسي على زعامة نجومية العصر الحالي، والحديث عن البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي وجد نفسه عن 37 عاماً من دون نادٍ بعد فسخ عقده مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، خلال تواجده في قطر بسبب انتقاده النادي ومدربه الهولندي إريك تن هاغ.
وازداد وضع «سي آر 7» صعوبة، بعدما وجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية للمدرب السابق فرناندو سانتوس، ليودّع الـ «دون» النهائيات باكياً بعد الخروج من ربع النهائي على يد المغرب، إدراكاً منه أن فرصته الأخيرة كي يفوز باللقب للمرة الأولى قد طارت.
صحيحٌ أن نيمار (30 عاماً)، ألمح الى إمكانية نهاية مشواره المونديالي، لكن البرازيلي لم يحسم الأمر نهائياً بعد مشاركة مخيّبة أخرى تركته يغادر الملعب بعد خسارة ربع النهائي أمام كرواتيا بركلات الترجيح وهو يبكي أيضاً.
وغاب نيمار عن مباراتي الجولتين الثانية والثالثة من دور المجموعات بسبب الإصابة، لكنه عاد ليُعادل رقم «الأسطورة» بيليه من حيث عدد الأهداف مع المنتخب (77).
وكانت النهائيات وداعية أيضاً لوصيف 2018 وأفضل لاعب في نسخة روسيا، الكرواتي لوكا مودريتش، الذي اختتم مشواره بمركز ثالث.
وبما أنه في الـ 37 من عمره، لن يكون مودريتش متواجداً مع المنتخب في مونديال 2026، لكنه أكد استمراره معه للمستقبل القريب.
وبعد صيام عن التسجيل في النهائيات، نجح البولندي روبرت ليفاندوفسكي عن 34 عاماً في تسجيل هدفه المونديالي الأول وكان في الفوز على السعودية في دور المجموعات، لكن المغامرة انتهت عند ثُمن النهائي على يد فرنسا في لقاء سجّل خلاله هدفاً ثانياً (1-3).
وبدا مهاجم برشلونة الإسباني متردّداً في شأن مواصلة مشواره مع المنتخب لأنه «من الصعب القول الآن» و«هناك الكثير من الأشياء خارج كرة القدم».
وبدموع وغضب، ودّع نجما الأوروغواي لويس سواريز وإدينسون كافاني المونديال الأخير لهما بهدف وحيد وقف بين بلدهما وبطاقة التأهل، بعدما فازت على غانا بهدفين نظيفين من دون أن يكون ذلك كافياً إثر المفاجأة التي حقّقتها كوريا الجنوبية على حساب البرتغال بتحويلها تخلّفها الى فوز 2-1.
وأنهى اللاعبان المونديال من دون أهداف، لكنهما لم يرحلا بهدوء، إذ غرّد سواريز (35 عاما) زاعماً أن الأوروغواي لم تحظ بالاحترام الذي تستحقه كبطلة عالم مرتين، فيما حطّم كافاني (35 عاماً) منصّة «في أيه آر» بعد اللقاء.
وفشل الألماني توماس مولر (33 عاماً)، الفائز بكأس العالم عام 2014، في التسجيل وعانى من خيبة أمل مريرة جراء الخروج الثاني توالياً من دور المجموعات.
وحسم النجم البلجيكي إدين هازار (31 عاماً)، أمره بعد الخروج أيضاً من الدور الأول، وأعلن رسمياً اعتزاله اللعب دولياً، في حين أن الأعوام الـ33 للويلزي غاريث بايل، ستحول دون مشاركته في مونديال 2026.
وبالنسبة لصاحب الكرة الذهبية هذا العام الفرنسي كريم بنزيمة، لم يحظ بفرصة خوض النهائيات بسبب إصابة تعرّض لها عشية المونديال، ما أنهى مسعاه للمشاركة الثانية بعد أولى عام 2014، إذ يبلغ راهناً 34 عاماً، ولن يكون بالتأكيد متواجداً عام 2026.