نهائي يليق بالمونديال الأجمل في التاريخ الذي نظّمته قطر، ولم تكشف فيه هوية بطل العالم سوى في اللحظات الأخيرة من المباراة النهائية المثيرة لكأس العالم لكرة القدم 2022 على استاد «لوسيل» في الدوحة، أمس، حيث قاد «الساحر» ليونيل ميسي منتخب الأرجنتين للتتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه والأولى منذ 36 عاماً بعد الفوز على نظيره الفرنسي 4-2 بركلات الترجيح إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3.

وبذلك، حقّق ميسي حلمه في الظفر بكأس العالم للمرة الأولى في مسيرته، ليكسر المنتخب الأميركي الجنوبي الهيمنة الأوروبية على اللقب على مدار 5 نسخات متتالية منذ مونديال 2006، وليعيد المجد إلى القارة الأميركية الجنوبية للمرة الأولى بعد 20 عاماً، ليخلف غريمه اللدود المنتخب البرازايلي الذي نال اللقب في 2002.

وفي حين حاول ميسي، حسم الأمور مبكراً، كان الهداف الفرنسي كيليان مبابي على الموعد، مسجلاً الـ«هاتريك» الأول في نهائي كأس العالم بعد العام 1966، من دون أن ينجح في المساهمة باحتفاظ أبطال العالم باللقب للمرة الثانية توالياً، وإعادة الإنجاز الإيطالي بعد مرور 60 عاماً.

وشهد الشوطان الإضافيان إثارة كبيرة وعدداً من الهجمات الضائعة، على وقع تألق الحارسين هوغو لوريس وإيميليانو مارتينيز الذي استحق للمرة الثانية لقب «منقذ التانغو» بعد تألقه في ركلات الترجيح، في إعادة طبق الأصل لما حصل في مواجهة ربع النهائي أمام هولندا، التي انتهت بالتعادل 2-2، قبل أن يتألق حامي العرين الأرجنتيني حينها.

وتقدم المنتخب الأرجنتيني بهدفين نظيفين في الشوط الأول، انتفض مبابي مسجلاً هدفين (79 و81) من ركلة جزاء وبطريقة حرفية، ليُعيد «الديوك» إلى الحياة، فارضاً لجوء المنتخبين إلى وقتين إضافيين.

ويُسجّل للمدرب الفرنسي ديدييه ديشان نجاحه في قلب المعطيات من خلال التبديلات التي قام بها في الشوط الثاني، والتي نجح من خلالها في الحدّ من سيطرة لاعبي الـ «تانغو» بقيادة ميسي على الكرة لفترات طويلة، وتفوّقه على نظيره ليونيل سكالوني، الذي أخرج أنخل دي ماريا في منتصف هذا الشوط، ليدفع ثمن قراره المستعجل بعد ذلك.

وكان ميسي منح التقدّم للأرجنتين من ركلة جزاء (25)، وأضاف دي ماريا الثاني (35).

وسيطر راقصو الـ «تانغو» على الشوط الأول، وسط تراجع دفاعي مخيف من «الديوك» وانعدام الفرص على مارتينيز، الذي تحوّل إلى متفرج.

وشهد الشوط الأول إجراء ديشان تبديلين اضطراريين مع إخراجه عثمان ديمبيلي وأوليفييه جيرو، الذي أصيب قبل بداية اللقاء.

وحطّم ميسي، الرقم القياسي كأكثر لاعب يشارك في كأس العالم برصيد 26 مباراة، بفارق مباراة واحدة عن الألماني لوثار ماتيوس، الذي شارك في 25 مباراة، مع مفارقة أن النجمين شاركا في 5 نسخ للبطولة.

كما بات «البرغوث» أول لاعب أرجنتيني يسجّل ويُمرّر في جميع المباريات الإقصائية للبطولة للمرة الأولى في تاريخ المونديال، مع نجاحه في حسم المباريات الحاسمة ضد أستراليا وهولندا وكرواتيا، ومساهمته في جميع الأهداف للمنتخب تسجيلاً وتمريراً وصنعاً للفرص.

مبابي الهدّاف

توّج مهاجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي، بلقب هداف مونديال قطر برصيد 8 أهداف، بعدما سجّل 3 أهداف في المباراة النهائية، فيما جاء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في المركز الثاني برصيد 7 أهداف، بعدما سجّل هدفين في النهائي.

ورفع مبابي رصيده إلى 12 هدفاً في نسختين من كأس العالم بعدما سجّل 4 أهداف في نسخة روسيا 2018، فيما بات رصيد «البرغوث» 13 هدفاً وهو الهداف التاريخي للأرجنتين في المونديال.

«البرغوث» أفضل لاعب

حصل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على جائزة أفضل لاعب في مونديال قطر، بعدما قاد منتخب بلاده للتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه.

وسجّل «البرغوث» في مباريات منتخب الـ «تانغو» كافة في البطولة بدءاً من دور المجموعات وحتى النهائي.واختير الأرجنتيني إنزو فرانديز أفضل لاعب شاب ومواطنه إيميليانو مارتينيز أفضل حارس.