عاد مهرجان الأغنية الليبية إلى الحياة في العاصمة طرابلس بعد انقطاع 18 عاماً، متحدياً الواقع السياسي المضطرب والانقسام وهشاشة الأمن، في ظل نزاع أثّر سلباً منذ 2011 على شتى المجالات، وأرهق الفن حتى بات في مرمى التهديد، بل أحياناً الاندثار.
فالدورة الخامسة للمهرجان التي افتتحت الخميس واختتمت اليوم السبت، حملت اسم محمد حسن، أشهر فناني البلاد، وأقيمت تحت شعار «الأغنية الليبية بعيون متفائلة - الفن يجمعنا»، هي الأولى منذ تلك التي أقيمت عام 2004 في عهد نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وقال المدير التنفيذي لمهرجان الأغنية الليبية مروان تنتون «الفنان واجهة ثقافية للبلدان، ونجاحنا في إطلاق دورته الخامسة، بمثابة عودة الحياة للفن الليبي والموسيقى»، مضيفاً في حديث لوكالة فرانس برس «من خلال المهرجان نريد نقل صورة مشرفة للثقافة والهوية الليبية الوطنية التي نعتز بها».
ورأى تنتون أن الواقع السياسي في ظل النظام السابق وعقب سقوطه، تسبَّبَ في نزفٍ كبير للفن الليبي.
ولاحظ أن «الفن والموسيقى تأثرا بالوضع السياسي الراهن والسابق»، معتبراً أن «توقُف المهرجان منذ 18 عاماً، يعكس الحالة السلبية والمناخ السياسي الذي أدى إلى تهميش الفن والفنان الليبي على السواء».
وخُصّصت للفائزين بالمهرجان جوائز مالية هي الأكبر في تاريخه، إذ يحصل الأول على جائزة مالية قدرها 60 ألف دينار ليبي (نحو ستة آلاف دولار).
وشارَك في المهرجان 82 فناناً، من مختلف أنحاء ليبيا، إلى جانب ضيوف شرف عرب، واستمع الحضور في حفل الافتتاح، إلى عشرة متسابقين منهم جمعة نجم وعلي الشريف وانتصار عطية وأيوب العربي.
واعتبر الفنان التونسي محمد جبالي أن كل فنان تونسي سعيد بعودة الفن الليبي المتميز.
وأشاد بـ«السهرة الفنية المتميزة» التي شارك فيها وبـ«التنظيم والفرقة الموسيقية بأدائها القوي». وأضاف «رصدنا بضعة أصوات وألحان لافتة لفنانين ليبيين».
أما الفنان الليبي سامي محمود، الذي شارك في مهرجان الأغنية، فوصف هذا «الجمع الفني للأصوات الليبية» بأنه «رسالة حية بأن الغياب لن يجعلنا نموت». وقال «هذا المهرجان الوطني يجمعنا نحت راية واحدة ويعيد لُحمتنا وقوتنا».
وأضاف محمود في حديث لوكالة فرانس برس عقب مشاركته أن «المهرجان يختص بالمفردة واللحن الليبي الوطني»، مشدداً على أن إقامته مجدداً «بعد انقطاع طويل»، هي بمثابة «رسالة للعودة القوية للأغنية الليبية، خصوصاً أنها ممثلة لكل الطيف الليبي المتنوع». وقال «لدينا فنانون يمثلون كل المكونات».