«النهائي الواقعي» و»صراع النجوم» بين الأرجنتين وفرنسا حاملة اللقب، هو عنوان المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، على استاد «لوسيل» في الدوحة.

وفي المواجهة الرابعة في المونديال بين المنتخبين، يهدف «الديوك» إلى الحفاظ على اللقب للمرة الثانية توالياً يدخلهم التاريخ بعد 60 عاماً من الإنجاز الإيطالي، ونيل النجمة الثالثة في تاريخهم، وتحقيق الفوز الثاني على المنتخب الأميركي الجنوبي لتتساوى الكفة بينهما في الحدث العالمي، بينما يسعى راقصو الـ «تانغو» إلى التربع على العرش للمرة الثالثة في تاريخهم أيضاً.

هو لقاء بين طرفين تجرّعا هزيمة من منتخبين عربيين في مشوارهما نحو النهائي، وبين طرفين لم ينجحا بالحفاظ على نظافة شباكهما طيلة المباريات الست الماضية، وهو صراع على عرش الهدافين بين كل من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الباحث عن «مسك الختام» في مشواره المونديالي، بحسب التوقعات، وبين المهاجم الفرنسي الفتّاك كيليان مبابي الراغب بالاستمرار في تحطيم الأرقام القياسية، واللذين يتقاسمان صدارة الهدافين بـ 5 أهداف لكل منهما.

هو لقاء ردّ الاعتبار للأرجنتين بعد هزيمة الدور الثاني في مونديال روسيا 2018، هو صراع بين حارسين حملا المنتخبين على أكتافهما طيلة المشوار، وحرب تكتيكية بين مدرّبين نجحا في تطويع كل عناصر تشكيلتهما ليكونا على الموعد اليوم، في المباراة الـ 13 في تاريخ مواجهات المنتخبين، إذ حقّقت الأرجنتين 6 انتصارات مقابل 3 للفرنسيين و3 تعادلات.

هو صراع بين جيلين الأول لخواتيم مسيرة «البرغوث» الأرجنتيني، والثاني لبداية عهد سيطرة الهدّاف مبابي، هو صراع لا يمكن لأحد التنبؤ بنتيجته.

هو صراع، من يرجّح فوز الفرنسيين المدجّجين بهجوم قوي وسريع وفتّاك، يقابلهم آخرون بدفاع الـ «غرينتا» الأرجنتينية بقيادة ميسي، الذي يريد أن يتوّج مسيرته باللقب الوحيد الغائب عن خزائنه الفيّاضة، ليحفر اسمه إلى الأبد في كتاب الأساطير وتعويض خسارته أمام ألمانيا بهدف في نهائي 2014 في البرازيل.

كتيبة «الديوك»

يعتمد مدرب «الديوك» ديدييه ديشان، على كتيبة تجمع بين أصحاب الخبرة الباحثين عن ختام مسيرتهم الدولية بأفضل طريقة ممكنة، وبين الشباب المتطلّع الى فرض اسمه بين الكبار في تاريخ الكرة الفرنسية.

ويشكّل الهداف أوليفييه جيرو الورقة الرابحة بعد تسجيله 4 أهداف جعلته ينافس على لقب الهدافين، ونجح في تعويض غياب أفضل لاعب في العالم كريم بنزيمة، قبيل ساعات من انطلاق المونديال بسبب الإصابة، لقدرته في اقتناص الأهداف من أنصاف الفرص، وهو ما ساعده في تجاوز «الغزال الأسمر» تييري هنيري كأفضل هدّافي المنتخب برصيد 52 هدفاً حتى الآن.

ويبرز للعيان عند الحديث عن أبطال العالم، لاعب الوسط أنطوان غريزمان، الذي عاد إلى التألق مجدّداً، حتى بات أفضل ممرّر في تاريخ الفرنسيين، متفوّقاً على «الأسطورة» زين الدين زيدان.

كما من المنتظر أن يشكّل الظهير البديل ثيو هرنانيز، أحد المساهمين الرئيسيين في تشكيلة «الديوك» إضافة كبيرة في النهائي الليلة، بعدما أثبت أنه خير خلف لشقيقه لوكاس، الذي تعرّض لإصابة بالرباط الصليبي في بداية المشوار، ومهّد ثيو الطريق أمام أبطال العالم الى النهائي بعد تسجيله الهدف الأول في نصف النهائي أمام المغرب.

مقاتلو الـ «تانغو»

من جهته، يكاد يُختصر المنتخب الأرجنيتي كلّه بـ «البرغوث»، الذي كان المساهم في كل أهدافه، تسجيلاً وتمريراً وصناعة الفرص، وتحريكاً لبقية اللاعبين، حتى بات الشعار «المجموعة في خدمة ميسي» هو الطاغي على كل نتائجه، فمن يقرأ نتائح مباريات الـ «تانغو» يدرك الدور الكبير، الذي لعبه «ليو» في الوصول إلى المباراة الحاسمة اليوم.

ومن المرجّح أن يواصل المدرب ليونيل سكالوني اللعب بالخطة نفسها التي انتهجها في المباريات السابقة مع التركيز على بناء الهمات بدءاً من «البرغوث» وانتهاء منه، مع نجاحه في الاستفادة من قدرات جميع اللاعبين في تشكيلته، وعلى رأسهم إنزو فرنانديز، ورودريغو دي بول وخوليان ألفاريز، الذي انفجر تهديفياً في المباريات الإقصائية.

وخلف هؤلاء، يقف الحارس المتألق إيميليانو مارتينيز، الذي نجح في حمل الـ «تانغو» إلى النهائي، بعد تألقه في مواجهتي ثُمن وربع النهائي أمام أستراليا وهولندا، قبل أن يحصل على «استراحة المحارب» في مواجهة كرواتيا في نصف النهائي.

الطريق إلى النهائي

مسيرة الأرجنتين

- خسارة ضد السعودية (2-1) وفوز على المكسيك وبولندا (2-0) بالدور الأول

- فوز على أستراليا (2-1) في ثُمن النهائي

- فوز على هولندا (4-3) بضربات الترجيح بعد التعادل (2-2) في ربع النهائي

- فوز على كرواتيا (3-0) في نصف النهائي

مواجهات فرنسا

- فوز على أستراليا (4-1) وعلى الدنمارك (2-1) وخسارة أمام تونس بهدف نظيف في الدور الأول

- فوز على بولندا (3-1) في ثُمن النهائي

- فوز على إنكلترا (2-1) في ربع النهائي

- فوز على المغرب (2-0) في نصف النهائي

السجل الذهبي

1930: الأوروغواي

1934: إيطاليا

1938: إيطاليا

1950: الاوروغواي

1954: ألمانيا «الغربية»

1958: البرازيل

1962: البرازيل

1966: إنكلترا

1970: البرازيل

1974: ألمانيا «الغربية»

1978: الأرجنتين

1982: إيطاليا

1986: الأرجنتين

1990: ألمانيا

1994: البرازيل

1998: فرنسا

2002: البرازيل

2006: إيطاليا

2010: إسبانيا

2014: ألمانيا

2018: فرنسا

2022: ؟

12 جنسية

يدخل منتخب فرنسا النهائي أمام الأرجنتين، اليوم، بفريق يشبه «منتخب العالم» بسبب تعدّد الجنسيات في التشكيلة.

ويعتبر أدريان رابيو الفرنسي الوحيد الذي لا يمتلك أي أصول أخرى في القائمة، بينما ينحدر الحارس هوغو لوريس من أصول كاتالونية بعد فرار أجداده من الحرب إلى فرنسا، في حين أن جول كوندي والدته فرنسية ووالده من بنين، بينما تنحدر عائلة دايوت أوباميكانو من غينيا بيساو.

وتأتي أصول عائلة المدافع رافايل فاران من جزيرة مارتينيك من خلال والده، بينما نشأت والدته في فرنسا، في حين أن ثيو هرنانديز الذي يلعب في مركز الظهير الأيسر من أصول إسبانية.

وتضم اللائحة أنطوان غريزمان الذي كان يلعب جده لوالدته للمنتخب البرتغالي ويمتلك بعض الأصول هناك، في حين أن أوريليان تشواميني من أصول كاميرونية.

أمام عثمان ديمبيلي، فوالدته من أصول موريتانية وسنغالية، بينما يمتلك والده الجنسية المالية، في حين ينحدّر أوليفييه جيرو من أصول إيطالية عن طريق جدته من والده وجدته الأخرى من والدته، بينما كيليان مبابي والدته جزائرية ووالده من أصول كاميرونية.