أعلنت أوكرانيا، أمس، أنها دمّرت كل المسيّرات التي أطلقتها روسيا فجر أمس على كييف، في أحدث هجوم تشنّه موسكو التي تسعى إلى القضاء بشكل منهجيّ على منشآت الطاقة.

من جانبه، رفض الكرملين أي هدنة لمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة، وينتظر تصريحات رسمية حول إمداد واشنطن لكييف، بأنظمة «باتريوت» الصاروخية، منوهاً بأنها ستكون «هدفاً مشروعاً»، وذلك بعدما نقلت وسائل إعلام أميركية، أنّ الولايات المتّحدة أصبحت، بعد طول تردّد، جاهزة لتزويد الجيش الأوكراني بطاريات «باتريوت».

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو «بدأ الإرهابيون في الصباح بـ13 شاهد»، في إشارة إلى المسيرات المفخّخة، مضيفاً «بحسب معلومات أولية أسقط نظام دفاعنا الجوي الـ13 كلها».

وأفادت الإدارة العسكرية في كييف بأن «حطام المسيّرات سقطت على مبنى إداري» وتسببت «بأضرار طفيفة بأربع مبانٍ سكنيّة، ولم يُسجّل سقوط جرحى».

وفي حين تسجّل درجات حرارة متدنية وتتساقط الثلوج، تسعى موسكو إلى تدمير منشآت الطاقة، ما يجعل ملايين الأشخاص يعيشون في البرد والظلام.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أمس، من أن «جميع أطفال أوكرانيا تقريباً، أي قرابة سبعة ملايين طفل» مهددون.

ويعود آخر هجوم روسي كبير استهدف منشآت للطاقة إلى الخامس من ديسمبر الجاري.

ويأتي الهجوم على كييف، غداة مؤتمر دوليّ لدعم أوكرانيا استضافته باريس، وفي حين تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة حملته العسكرية.

وجمع المؤتمر هبات تفوق قيمتها المليار يورو للسلطات الأوكرانية، لمساعدة السكان على قضاء فصل الشتاء.

الإفراج عن أميركي

من ناحية ثانية، أعلنت الرئاسة الأوكرانية، أمس، الإفراج عن 64 جندياً أوكرانياً وأميركي واحد في تبادل أسرى مع روسيا.

وأفادت «وكالة تاس للأنباء» الروسية، بأن الأميركي سويدي موريكيزي أوقف في يونيو في الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا قبل أن يُدان مطلع أغسطس «لمشاركته في تظاهرات موالية لأوكرانيا ومناهضة لروسيا» و«تحريضه على الكراهية العرقية» في خيرسون (جنوب) في بداية النزاع.

وأوضح مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري ييرماك أنه خلال عملية التبادل، «تمّت استعادة أربع جثث».

ونفذت أجهزة الأمن الأوكرانية صباح أمس، عمليات دهم لكنائس أرثوذوكسية يُشتبه في ارتباطها بموسكو.

وتأتي هذه العمليات بعد أيام من إعلان زيلينسكي عزمه على حظر أنشطة المنظمات الدينية المرتبطة بروسيا.

لا هدنة... و«باتريوت»

في المقابل، رفض الكرملين أي هدنة لمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة، متعهّداً مرة جديدة بمواصلة المعارك.

وعند سؤاله عن احتمال توقف القتال مع اقتراب أعياد نهاية العام، قال الناطق ديمتري بيسكوف «لم يتم تقديم أي اقتراح من قبل أي طرف، هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال».

من جانبه، قال «رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية» دينيس بوشيلين، إنه يرغب في «تحرير أوديسا وتشيرنيهيف»، في جنوب أوكرانيا وشمالها.

لكن بيسكوف خفف من حدّة التصريح، قائلاً إن الأولوية حالياً هي «حماية الأشخاص في منطقتَي لوغانسك ودونيتسك» في الشرق.

كما ينتظر الكرملين، تصريحات رسمية حول إمداد واشنطن لكييف، بأنظمة «باتريوت».

والثلاثاء، نقلت شبكة «سي إن إن»، عن مسؤولين لم تسمّهم، أنّ الموافقة النهائية على هذا التسليح النوعي يمكن أن يتمّ الإعلان عنها خلال أيام، حالما يصادق عليها وزير الدفاع لويد أوستن ويرسلها إلى البيت الأبيض للحصول على «الضوء الأخضر».

ومنظومة «باتريوت»، قادرة على الحدّ بقوّة من فعالية الضربات الروسية على أوكرانيا.

لكنّ نقاطاً عدّة لا تزال مبهمة في شأن كيف يمكن لواشنطن أن تزوّد كييف هذه الصواريخ. إذ لا يزال غير واضح، عدد الصواريخ التي ستُرسل، وأين بالتحديد في أوكرانيا سيتمّ نشرها، وأين سيتم تدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدامها؟

وبالنظر إلى القدرات المتطوّرة للغاية التي تتمتّع بها «باتريوت»، فإنّ حصول أوكرانيا عليها سيعني انخراطاً أكبر للبنتاغون في النزاع، في وقت يخشى البيت الأبيض من تصعيد حدّة التوتّر مع الكرملين إذا ما أصبحت المشاركة الأميركية في الحرب، مباشرة بشكل أكبر.

وفي قاعدة نوفو سيلو العسكرية في بلغاريا، تجري مجموعة قتالية متعددة الجنسية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مناورة عسكرية تحت اسم «سترايك باك».