بعيداً عن متابعة الخطط التنموية والإصلاحية أصبحنا بين فريقين، فريق يرفع مستوى الأمل بالاصلاح وفريق يعتبر أن الأمور لن تتغير فلا حرامي حُوسب ولا فلوس دخلت الخزينة ولا تعليم ولا صحة...إلخ.
وبعيداً عن جو «التحلطم» الذي تميّز به المجتمع الكويتي.
وبعيداً عن الاستقالات والشواغر في المناصب القيادية والجدل المرافق لاختيار القياديين.
وبعيداً عن قضايا المواطن التي نتمنى أن توجد الحلول لها، سأنقل لكم موقفاً حصل قبل سنوات طويلة مضت:
«بينما كنت أقود المركبة ومعي زميل إعلامي يتحدّث مع مسؤول حول قضية معيّنة، فإذا بالزميل يقول له «طال عمرك... أنا ما قول إنّك كذّاب بس كلامك مو صحيح»... وصعقت من هذا القول!
القول هذا ينطبق على كثير من المسؤولين مع الأسف.
البعض يدافع عن المسؤولين ويحاول «يرزهم» في منصب أعلى وهم «منتهين وتحوم حولهم الشبهات»... وأذكر أن زميلاً نقل لي قوله وبحرقة «معقولة مهندسين مشروع يصرف لهم المقاول مركبات رباعية الدفع فاخرة جداً، ونحن نعلم عن النوع المفروض يصرف لهم».
وآخر يقول «مسؤول» من الذين «شالوهم» كان عنجهي السلوك وحتى توقيعه للبريد يتم بشكل ينم عن نرجسية.
إذا حدثني مسؤول عن تطوير التعليم، معالجة قضية تطاير الحصى والأمطار 2018، تحسين الرعاية الصحية، الالتزام بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، الفصل بين السلطات وكل ما يهم المواطن، سيكون ردي عليه «ما قول إنك كذاب بس كلامك مو صحيح»!
وإذا قيل لي إن هذا النائب وذاك مصلحون ضد الفساد فسأذكرهم بقول الشيخ أحمد العبدالله «لعلو الصوت ثمن، وللسؤال ثمن، وللاستجواب ثمن»، وأزيد على هذا بطلب من الوزراء القدامى والجدد بأن يكشفوا أسماء من تدخل في التعيينات والترقيات وطلب الاستثناءات لنعلم المُصلِح من المفسد!
مشكلتنا الأزلية أننا نجامل «زيادة عن اللزوم»، وبعض أحبتنا إذا صارحتهم بواقع الحال «يأخذون بخاطرهم»!
الزبدة:
إذا كنا نقيل من نقيل من المناصب من دون محاسبة ولا نقدم الأخيار من أهل الشرف «فلا طبنا ولا غدا الشر»، وإذا كنا نختار نواب «الجهاز مغلق» أو«يرن... يرن... وتبعث له رسالة ولا يرد» فلن يتحقّق الإصلاح.
العيبُ فينا... العيبُ فينا... العيبُ فينا... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi