يصطدم حلم منتخب الأرجنتين ونجمه المطلق ليونيل ميسي في التتويج بطلاً لكأس العالم، بالطموح نفسه لنظيره الهولندي الحالم أيضاً بلقب أول، عندما يتواجهان في الدور ربع النهائي لمونديال قطر، اليوم، على استاد «لوسيل».

وتعتبر المباراة بمثابة نهائي مبكر، وهي تُعيد للأذهان المباراة النهائية لنسخة عام 1978 في الأرجنتين، حين توّج الـ «تانغو» بلقبه الأول، بعد فوزه على «الطواحين» 3-1.

ويأمل المنتخبان بالتأهل لنصف النهائي، لمواصلة أحلامهما، بحيث تتطلّع الأرجنتين للتتويج للمرة الثالثة والأولى منذ 36 عاماً، في حين تبحث هولندا عن باكورة ألقابها، بعدما فشلت في 3 محاولات سابقة.

وبلغت الأرجنتين ثُمن النهائي بعد تصدرها المجموعة الثالثة، التي ضمت بولندا والمكسيك والسعودية، برصيد 6 نقاط، من فوزين وخسارة صادمة أمام «الأخضر» 1-2.

وتأهل الـ «تانغو» ربع النهائي للمرة السابعة في النسخ العشر الأخيرة، بتغلّبه على أستراليا 2-1 في دور الـ16، وهو يأمل بلوغ المربع الذهبي للمرة السادسة في تاريخه، والثانية في آخر 3 نسخ.

ويدين منتخب الأرجنتين إلى ميسي، الذي ساهم بأربعة أهداف من إجمالي 7 أهداف أحرزها حتى الآن، عقب تسجيله 3 أهداف مع تمريرة حاسمة.

ويأمل «البرغوث» في كتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم مع مواطنه الراحل دييغو مارادونا و«الأسطورة» البرازيلي بيليه، اللذين جمعا بين المهارة المذهلة وحصد الألقاب والجوائز، بالإضافة للفوز بكأس العالم، الذي مازال لاعب باريس سان جرمان الفرنسي يطارده.

وواصل ميسي صناعة التاريخ مع منتخب بلاده في المونديال، عقب افتتاحه التسجيل أمام أستراليا، والتي كانت المباراة رقم 1000 في مسيرته مع المنتخب أو مع فريقيه «سان جرمان» راهناً وبرشلونة الإسباني سابقاً.

ورغم أن هذا الهدف هو الأول لميسي في الأدوار الإقصائية، لكنه كان الرقم 9 في 5 نسخ من كأس العالم، ليصبح على بُعد هدف واحد من معادلة المهاجم السابق غابريال باتيستوتا، الهداف التاريخي للمنتخب اللاتيني في المونديال.

وعزّز قائد المنتخب تصدره لقائمة الهدافين التاريخيين للأرجنتين بتسجيله 94 هدفاً في 169 مباراة في المسابقات كافة، كما وصل إلى هدفه الـ14 مع المنتخب خلال العام الجاري، أي أكثر من أي عام ميلادي آخر.

من جانبه، يحلم منتخب هولندا بالظهور في نصف النهائي للمرة السادسة في تاريخه، رغم صعوبة المهمّة.

وتصدر رجال المدرب المخضرم لويس فان غال ترتيب المجموعة الأولى، التي ضمت قطر والسنغال والإكوادور، برصيد 7 نقاط، محقّقاً فوزين وتعادلاً.

ولم يجد المنتخب «البرتقالي» صعوبة في اجتياز نظيره الأميركي في دور الـ16 بفوزه عليه 3-1. ووضع دينزل دومفريس بصمته في تلك المباراة، بعدما صنع هدفي ممفيس ديباي ودالي بليند، قبل أن يحرز الثالث.

ولم يعطِ دومفريس (26 عاماً) اهتماماً كبيراً بالضجة الهائلة المثارة حول ميسي، حيث قال: «المباراة لا يحسمها لاعب واحد. لدينا أيضاً مهمّة وهي إسعاد قلوب الهولنديين. هذا هو الشيء الوحيد الذي نوجد هنا من أجله».

ويتطلّع منتخب هولندا للثأر من خسارته أمام الأرجنتين بركلات الترجيح في آخر مواجهة بينهما في نصف نهائي مونديال 2014 في البرازيل، حين كان فان غال مدرباً أيضاً.

وتوعّد فان غال المنتخب الأرجنتيني قبل المواجهة المنتظرة، وقال لشبكة «إن أو إس» الهولندية: «لديّ حساب مع الأرجنتين. أتمنى من الجماهير الهولندية مساندتنا لأننا سنستمد الكثير من الدعم عبر ذلك».

ومن المعلوم أنّ الفائز سيلتقي الثلاثاء المقبل في نصف النهائي على استاد «لوسيل»، مع الفائز من مباراة البرازيل وكرواتيا.

لقاء سادس

ستكون هذه المواجهة السادسة بين الأرجنتين وهولندا في كأس العالم، بعدما تبادلا الفوز مرتين.

وفاز «الطواحين» برباعية نظيفة في الدور الثاني، الذي كان يلعب بنظام المجموعات، في مونديال 1974، و2-1 في ربع نهائي 1998، فيما تغلّب الـ «تانغو» 3-1 في نهائي 1978، و4-2 بركلات الترجيح (تعادلا سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي) في نصف نهائي 2014، بينما تعادلا سلباً في الدور الأول عام 2006.