الرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحدة الأميركية هاري ترومانHarry S. Truman‏ (8 مايو 1884 - 26 ديسمبر 1972)، قال ذات يوم (إن أردت صديقاً في واشنطن فاجلب لك كلباً).

إنها إذاً الديموقراطية الغربية التي لم توازن بين قيم الديموقراطية وقيم الأخلاق كنشر التسامح والمحبة ومجاراة الفطرة الإنسانية.

المُنصفون يُقدّرون للحضارة الغربية تبنّيها للقيم الديموقراطية، تلك القيم التي ساوت بين الناس في الحريات والفرص، وهم، المُنصفون، يترددون كثيراً في نقد العالم الغربي، لأنهم يَرَوْن مقدار التعاسة والظلم والديكتاتورية التي يعيش فيها كثير من شعوب العالم تحت حكم الطغاة.

وعلى الرغم من صحة هذا التخوّف إلا أن إهمال الحضارة الغربية للقيم الأخلاقية، كالصدق؛ والحب؛ والإنسانية؛ وحقوق الطفل؛ واحترام الطبيعة البشرية؛ أفقدت حضارة العالم الحُرّ توازنه، وجعلت الإنسان الغربي يحلم بالإخلاص؛ واحترام فِطرة الإنسان؛ والصداقة الخالصة؛ والتضحية والمودة الحقيقية؛ هذا ما قصده الرئيس الأميركي قبل أكثر من ستين عاماً.

اليوم، ترى الحرية الغربية تتحول إلى أداة ضغط لفرض ثقافتهم على الآخرين عوضاً أن تكون وسيلة لنشر ثقافة التفاهم والاحترام المتبادل، وإلا ما معنى أن يستمر البرلمان الأوروبي بالضغط على بقية شعوب العالم لدفعهم لنشر الشذوذ الجنسي بينهم، هذا الضغط الذي تمت مواجهته من كثير من دول العالم وكأنه إعلان على أن صبر العالم نفد من الاستعلاء الغربي، وأن هناك عالماً جديداً يتشكل.

من ناحية أخرى، نشرت مجلة فرنسية، منذ فترة طويلة، صوراً مهينة لنبّي ديانة كبرى فيتلقفها الفرنسيون وتحقق المجلة أهدافها بزيادة المبيعات!

القضية ليست قضية انحرافات فِطرية أو هضم لحقوق أطفال صغار، وأيضاً القضية ليست فقط إهانة نبيّ، ولا احتقار ديانة، القضية هي فشل الحضارة الغربية بزرع القيم في نفوس مواطنيها حتى انعدمت الصداقة الحقيقية، والفطرة الطبيعية واحترام حقوق الآخرين وأصبح كل بيت لديهم يبحث عنها عند الحيوانات.

الديموقراطية ليست قصراً على العالم الغربي، ففي الشرق هناك ديموقراطيات ناجحة في خلق التوازن، ففي اليابان، على سبيل المثال، يوازن قادتها بين قيم الديموقراطية وقيم الأخلاق، لهذا تنجح اليابان في بناء شعب ينشر المحبة أينما ذهب، كما رأيناهم في مونديال قطر الأخير.

حان الوقت لتسعى دول العالم أصحاب القيم بالضغط على العالم الغربي من أجل تبنّي حقوق المرأة والطفل والإنسان السوي، إنهم اليوم في العالم الغربي ومع انتشار الشذوذ الجنسي يحرمون الأطفال الصغار من أبسط حقوقهم، حقوقهم في النمو في أسرة فيها أم وأب، حيث تحتضن الأم بعاطفة الأمومة الطبيعية الصغير لتمنحه الحب الحقيقي، وحيث يقف الأب شامخاً ليمنح ابنه المثال والقدوة ليُكمل مسيرة الإنسان الطبيعي.

على المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم أن يبنوا دولهم على التوازن بين قيم الديموقراطية وقيم الأخلاق، وعلى الشعوب الغاضبة بسبب التدخلات الغربية، على هؤلاء أن يغضبوا أيضاً على فقد الديموقراطية في أوطانهم، ويجتهدوا لتحقيق التوازن بين قيم الديموقراطية وقيم الأخلاق.