في أعقاب الإعلان عن تمكن علماء فرنسيين من إعادة تنشيط 7 فيروسات متجمدة في تربة سيبيريا المتجمدة، يعود عمر أقدمها (الذي يحمل اسم باندورا Pandoravirus yedoma، كما يطلق عليه أيضاً الزومبي) إلى نحو 48500 عام، عاد الحديث عن خطورة الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى ذوبان الجليد الذي يحتوي على فيروسات، وخطورة تنشيط هذه الفيروسات على البشرية.
وقال طبيب الصحة الوقائية الدكتور عبدالله عادل بهبهاني لـ «الراي»، إن «عملية إعادة تنشيط الفيروسات المتجمدة ليست جديدة وسبق لباحثين القيام بذلك في العام 2014 عندما تم تنشيط فيروس ظل كامناً لمدة 30 ألف سنة بعد إزالة الجليد عنه»، موضحاً أن «ذوبان التربة الصقيعية بسبب الاحترار العالمي قد يؤدي إلى إطلاق تلك الكائنات المعدية وبالتالي فإن دراستها الاستباقية وفهم طبيعتها ستكون له فوائد تفوق أي مخاطر محتملة».
«حلول استباقية»
وحول المخاوف من حدوث تسرب من تلك المختبرات، ذكر بهبهاني أن «هناك مستويات للسلامة البيولوجية للمختبرات التي تصنف في المستوى الرابع، وهو أعلى مستوى لاحتياطات السلامة الحيوية»، موضحاً أن «مثل هذه العمليات ستتيح الوقت الكافي لإيجاد حلول استباقية للمخاطر المحتملة عن عودة نشاط تلك الفيروسات بفعل ذوبان الجليد بسبب التغيرات المناخية، وكذلك فهم طبيعة الأوبئة السابقة مثل وباء كورونا والحمى القرمزية».
أمر غريب
بدوره، قال استشاري الأمراض السارية الدكتورغانم الحجيلان لـ «الراي»، «ليس كل فيروس يمكن أن يسبب مرضاً للإنسان، فلو أخذنا نقطة ماء من مياه البحر فسنجد بها مليارات من الفيروسات التي لا تسبب الأمراض»، لافتاً إلى أن «خطر الفيروس يكمن في قدرته على إصابة البشر بالأمراض، وخلال هذه الفترة قبل أكثر من 45 ألف سنة لم يكن هناك بشر، والاحتمال الأكبر أن هذه الفيروسات لن تصيب البشر وإذا أصابتهم فسيتضح ذلك في المختبر».
وبيّن أن «هذه فرصة بيولوجية لمعرفة نوعية الحياة قبل 50 ألف سنة وأمر غريب أن يتم العثور على فيروسات في هذا المكان لأنه من المفترض أنه لم يكن هناك حيوانات في هذا الوقت، وثمة احتمال أن تكون هذه الفيروسات قد حُملت عبر الهواء والرياح وهذا أمر مثبت علمياً أن الغبار يمكنه أن يحمل الميكروبات».