على كل مؤسسة معنية بالشباب، وبتقديم الخدمات والدعم والفرص لهم، أن تعي وتُدرك سمات وخصائص الجيل الحالي من الشباب من 14 إلى 34 عاماً، كشرائح مستهدفة ومستفيدة.
• التخصيص و«إضفاء الطابع الشخصي» سمة أساسية في هذا الجيل.
يؤمن هذا الجيل بالتخصيص الذاتي، وهو أن تعمل أدواته مثل الهاتف والتلفاز والساعة والآيباد...على طريقته وليس على الطريقة المعيارية.
ويتفاعل معه الإنترنت وفق هذه الآلية التي تحترم ترتيبه للأولويات والاختيارات والاحتياجات... بدءاً من اختيار الأغاني والموسيقى إلى المحتوى المعرفي والترفيهي، وقائمة الصداقات، وإعلانات الاحتياجات، وصولاً إلى عالم يشبهه ومخصص له بحيث يعكس شخصيته.
أبناء هذا الجيل، يعدلون المنتجات ويُضيفون عليها، ويرغبون في تخصيص وظائفهم بحيث تناسب سماتهم، حتى في توصيف الوظيفة الخاصة بهم، ولكنهم في الوقت نفسه، يرحبون بالأطر العامة التي تحدد المتوقع منهم.
يتوقع هذا الجيل برامج شبابية وفرصاً تطوعية مخصصة لهم، وهو سبب رئيسي من أجل تفاعلية ومشاركة فعالة منهم.
• النزاهة سمة أساسية من سمات هذا الجيل.
يُقدر هذا الجيل النزاهة ويأبه بالأخلاق والصدق ومراعاة مشاعر الآخرين والشفافية والوفاء بالتزاماته، ويتحلى بقدر هائل من التسامح.
يمكن أبناء هذا الجيل أن يميزوا بين «الأشخاص، المناصب، المشاهير... الذين يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر، وبمقدورهم استخدام الإنترنت لمعرفة ذلك، وشبكات التواصل للنشر وإخبار أصدقائهم عن أي انتهاك يكتشفونه.
يتوقع هذا الجيل الذي يتحلى بالنزاهة، أن تعاملهم مؤسساتهم وجامعاتهم ومدارسهم... بالقاعدة ذاتها.
وفق الأرقام العالمية فإن نسبة مشاركة هذا الجيل في الأعمال التطوعية نسبة غير مسبوقة، فهم يتطوعون لخدمة القضايا المدنية وللأكثر احتياجاً.
قد يُسارع هذا الجيل إلى الإدانة الأخلاقية، ولكنه يُسارع إلى العفو إذا ما ظهرت له بوادر وعلامات على التصحيح، ويمكن لهم أن يقاطعوا منتجات لأنها تلوث البيئة، أو شركات تسيء معاملة موظفيها أو قيادياً يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر.
التشاركية سمة أساسية من سمات هذا الجيل.
يؤمن هذا الجيل بالتشاركية كأداة للتحاور والتواصل على نطاق واسع.
إنه جيل العلاقات المتعاون بطبعه، الذي يتشارك في صناعة المحتوى الرقمي، وفي تبادل الملفات الإلكترونية لأغراض الدراسة أو العمل أو الترفيه، ويؤثرون على بعضهم البعض من خلال «المجتمعات الافتراضية» وشبكات التأثير التي تسمح لهم بأن يتشاركوا اهتماماتهم بكل ارتياح.
يرحب هذا الجيل بالمساعدة في تصميم المنتجات والخدمات والبرامج وصناعة القرار، وأن يقدموا أفكاراً مفيدة، ويعجبهم الشعور بأنهم جزء من العملية... في العمل مثلاً، يريدون الشعور بأن آراءهم مهمة وتؤخذ بعين الاعتبار، ورغم أنهم يعترفون بافتقار الخبرة، إلا أنهم يشعرون بأن لديهم رؤى وأفكاراً مناسبة، ويودون أن تتاح لهم الفرصة للتأثير على القرارات التي تمسهم، مثل نوع التطوع الذي يُتاح له، أو الإجراءات والممارسات في العمل لجعله أكثر كفاءة وفعالية.
وعلى المسؤولين التربويين الانتباه أيضاً إلى أن الطريقة التقليدية التي تجعل من المتطوع مُتلقياً للفرصة دون نقاش متبادل أو تقييم متواصل، يُسبب تسرباً من جيل يؤمن بأن عملية التعلم أو التطوع هي عملية تشاركية تضع الاختلافات الفردية في الاعتبار وتقوم على التعاون.
• القيادة والسرعة والإبداع من سمات هذا الجيل.
يتوقع هذا الجيل السرعة في كل شيء، التعامل معهم والرد عليهم، ويمتدحون المؤسسات الحكومية والمدنية والشركات التي تسارع في الرد على استفساراتهم، ويرونها جديرة بالثقة، وينتقدون أوقات الانتظار الطويلة، ومن البدهي أن أبناء هذا الجيل لا يحبون أن تضعهم على الانتظار أثناء المكالمات الهاتفية.
نشأ هذا الجيل في ثقافة الإبداع والابتكار، والاختراعات الجديدة تظهر أمام أعينهم مباشرة، مُطلعين على التجارب العالمية وأفضل الممارسات في كل مكان، فهم يعيشون لكي يبقوا مسايرين لكل ما هو جديد.
وفي ميدان العمل يعني الإبداع رفض التسلسل الهرمي التقليدي القائم على الأوامر والتحكم، وابتكار ممارسات وإجراءات جديدة تشجع على التعاون والتجديد، فهم لا يريدون أن يقعوا فريسة الروتين والبيروقراطية، في عصر مستمر التغير الدائم. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.
Moh1alatwan@