شن الطيران الإسرائيلي فجر أمس، غارات جوية في قطاع غزة، استهدفت مواقع عدة لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، ردّاً على إطلاق قذيفة صاروخية باتّجاه جنوب الدولة العبرية.

وقال مصدر أمني في غزّة، إنّ «طائرات الاحتلال أطلقت صواريخ عدّة على موقع للمقاومة في خان يونس، كما استهدفت أرضاً فارغة بالقرب من المطار جنوب مدينة رفح جنوب القطاع».

بدوره، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أنّ طائراته الحربية «استهدفت ورشة لتصنيع وسائل قتاليّة تابعة لحماس وتُشكّل موقعاً مركزيّاً، لإنتاج معظم القذائف الصاروخيّة للحركة، كما استهدفت الطائرات الحربيّة نفقاً تابعاً للكرة جنوب القطاع».

وبحسب البيان، فإن الغارات جاءت ردّاً على إطلاق قذيفة صاروخية، مساء السبت، سقطت في منطقة غير مأهولة، من دون أن تتسبّب بإصابات أو أضرار.

ولم تُعلن أيّ جهة مسؤوليّتها عن إطلاق القذيفة على الفور، لكنّ «الجهاد»، هدّدت إسرائيل بالانتقام بعد اغتيال اثنَين من قياديّيها، الخميس الماضي، في جنين.

وتزامناً مع الرد الإسرائيلي، أطلق فلسطينيّون قذيفتين صاروخيتين أخريين على المستوطنات الجنوبية، حسب مصادر أمنيّة فلسطينيّة.

وأعلنت كتائب «عزّ الدين القسّام» الجناح المسلّح لـ«حماس» في بيان، أنّ «دفاعاتها الجوّية تصدّت للطيران الحربي المُعادي في سماء غزّة بصواريخ أرض - جوّ وبالمضادّات الأرضيّة».

وبالتزامن مع الغارات، أعلن الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عن انطلاق مناورة عسكرية في منطقة غور الأردن، اليوم، وحتى الخميس، موضحاً أنها تأتي بهدف رفع الجهوزية العملياتية لقوات الجيش.

من جانبه، قال رئيس الأركان أفيف كوخافي، أمس، إنه في حال استمر الهدوء من جهة غزة حتى مايو المقبل، فسيكون هذان العامان «الأهدأ» في الجنوب.

واعتبر أن «العمليات العسكرية في غزة خلال الأعوام القليلة الماضية، خلقت حالة ردع كبيرة جداً في مواجهة حماس».

وتطرّق إلى الجبهة الشمالية، محذراً من أن «حزب الله يسأل نفسه ماذا سيكون مصير الضاحية الجنوبية في لبنان خلال أي حرب مقبلة معه، في ضوء ما حدث في غزة، أو في حي الرمال، خلال جولات الحروب الأخيرة».

كتائب الاحتياط

إلى ذلك، يعتزم الجيش تقديم طلب إلى لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، لاستدعاء عشرات الكتائب في قوات الاحتياط لتنفيذ مهمات في الضفة الغربية، إثر الوضع الأمني المتوتر، حسب ما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس.

ويسمح قانون قوات الاحتياط باستدعاء كتيبة في قوات الاحتياط، مرة كل ثلاث سنوات.

ووفقاً لتقديرات محللين سياسيين، فإن المرحلة المقبلة ستشهد سباقاً خطيراً بين أقطاب الأحزاب اليمينية المتطرفة، خصوصاً حول سن قوانين فاشية وممارسات للتضييق على المواطنين العرب، وسلب أراضي الفلسطينيين وتوسيع البؤر الاستيطانية في الضفة.

في غضون ذلك، أعلن الجيش، أمس، الشروع ببناء جدار على أنقاض معبر كارني الذي كان يستخدم في السابق لإدخال البضائع إلى غزة.

وذكر في بيان أن عملية البناء ستستغرق أسابيع وستشمل أعمالاً في المنطقة بهدف «تعزيز الحالة الأمنية» على طول الحدود مع القطاع.

مهلة حكومية جديدة

سياسياً، يستعد حزب «الليكود» لتقديم طلب إلى الرئيس إسحاق هيرتسوغ، لتمديد مهلة تكليف بنيامين نتنياهو، لتشكيل الحكومة المقبلة بـ14 يوماً، وذلك كي يتمكن من تمرير تشريعات في الكنيست تسمح بتعيين رئيس حزب «شاس»، أرييه درعي، الذي دين بالفساد.

وتنتهي مهلة الـ 28 يوماً عند منتصف ليل السبت - الأحد، حيث يتوقع «الليكود» إنهاء المفاوضات الائتلافية مع «شاس» وكتلة «يهدوت هتوراة» منتصف الأسبوع.