بيروت - أ ف ب - أعلن تنظيم «داعش» في شكل مفاجئ، الأربعاء، مقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي في معارك لم يحدّد تاريخها أو مكانها أو خصمه فيها، لكن القيادة المركزية الأميركية، أعلنت انه قضى على يد «الجيش السوري الحر» في محافظة درعا (جنوب سورية)، منتصف أكتوبر الماضي.

وأجمع مقاتل معارض سابق وناشطون من محافظة درعا والمرصد السوري لحقوق الإنسان، على أن العملية الأمنية الوحيدة التي استهدفت خلايا تابعة لـ «داعش» في ذلك الوقت، حصلت في مدينة جاسم جنوب درعا، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم.

ورجّحوا أن تكون العملية ذاتها التي قتل فيها الهاشمي القرشي، العراقي الجنسية.

ويقول الناشط المعارض عمر الحريري من مكتب «توثيق الشهداء في درعا»، لـ «فرانس برس»، إن قوات النظام أبلغت وجهاء مدينة جاسم بوجود عناصر متوارية من التنظيم في مدينتهم، وطلبت منهم إعداد مقاتلين محليين ومعارضين سابقين للمشاركة في عملية عسكرية.

وتسيطر قوات النظام منذ 2018 على محافظة درعا حيث يتواجد مقاتلون معارضون أجروا اتفاقات تسوية مع دمشق واحتفظوا بأسلحتهم.

ويروي المقاتل، الذي يقول إنه شارك في العملية الأمنية، «بعد تبادل المعلومات مع النظام، حدّدنا المنازل» التي يتوارى فيها عناصر التنظيم في جاسم وقرية محاذية.

ويتابع «المعلومات المتاحة حينها كانت حول وجود خلايا أمنية للدواعش ومركز لعملياتهم في جنوب سورية وأميرهم المسؤول عن درعا»، مضيفاً «لم يبلّغنا أحد أن زعيم داعش كان هناك».

وشارك في العملية التي استمرت خمسة أيام بدءاً من 14 أكتوبر، مقاتلون محليون من المدينة بمساندة ميدانية من عناصر «الفيلق الخامس»، ودعم مدفعي من قوات النظام التي طوّقت المدينة حينها.

ويقول المقاتل «اعتقدنا بداية أن العملية ستنتهي في اليوم ذاته، لكن عددهم قارب المئة، وقد فجر اثنان منهم نفسيهما» مع بدء العملية.

وتركزت المعارك على خمسة منازل قبل أن تشمل 20 منزلاً. وانتهت بمقتل عناصر من التنظيم بينهم عراقي ملقّب بأبي عبدالرحمن العراقي.

ووفق مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، فجّر العراقي نفسه في منزل كان يتحصّن فيه بعدما أخرج عائلته منه.

وليس مؤكداً ما إذا كان أبو عبدالرحمن العراقي، هو نفسه الهاشمي القرشي، أو واحداً من القتلى الذين بقيت هويتهم مجهولة.

ويتابع المقاتل «أتى مسؤولون من النظام للتعرّف على الجثث، وعرّفوا عن العراقي بأنه أمير التنظيم في درعا ومسؤول عن عمليات اغتيال وخطف، لكنهم لم يقولوا إنه أمير داعش الرئيسي».

ويشير إلى أن «جثث القتلى التي تمّ التعرف عليها دفنت في جاسم، فيما أخذ الأمن الجنائي الجثث المجهولة الهوية للتعرّف عليها».

وفي 14 أكتوبر، نقلت «وكالة سانا للأنباء» الرسمية عن مصدر أمني أن «مجموعات أهلية وبمساندة الجيش» بدأت عملية ضد التنظيم في جاسم.

في اليوم التالي، أفاد المصدر، «سانا» بأن المواجهات دارت في الحي الشمالي، مشيراً إلى وجود «أمراء» من التنظيم أحدهم عراقي.

وفي 17 من الشهر ذاته، أعلن المصدر الأمني «القضاء على كامل أفراد المجموعة الإرهابية»، مشيراً إلى أن وحدات الجيش «تفرض طوقاً نارياً حول المدينة، وتنفذ استهدافات مركزة بالوسائط النارية المناسبة لمواقع وتحركات إرهابيي داعش».

ورغم تقاطع المعلومات حول العملية المذكورة وتاريخها، يقول ناشط معارض في درعا، «ليس هناك من أدلة قاطعة تؤكد أنها العملية ذاتها التي قتل فيها زعيم التنظيم»، مضيفاً «في درعا فوضى أمنية وقد يكون (القرشي) قتل في مواجهة أخرى لم يوثّقها أحد».

ولم يستبعد الباحث مدير تحرير مجلة «نيولاينز» حسن حسن، وهو مؤلف كتاب عن التنظيم، أن يكون الهاشمي قتل «بالصدفة في غارة أو قتال من دون أن تكون الجهة التي قتلته تعلم من هو».

وأضاف «هذا أمر غير مسبوق لكنه محتمل».