يؤكد الأطباء النفسيون أن «الترفيه الفعّال يُساعد بشكل رئيسي في أن يحيا الإنسان حياة طبيعية متوازنة»، ويرون أن «ندرة وسائل الترفيه من بين أبرز العوامل التي تؤدي إلى زيادة معدلات الإدمان وتعاطي المخدرات وزيادة مستويات المعاناة من فرط التوتر، والاكتئاب والقلق والتقلبات المزاجية وارتفاع معدلات الأمراض المزمنة».
وفي هذا السياق، رأى استشاري الأمراض النفسية الدكتور سليمان الخضاري أن «غياب الترفيه يؤدي إلى بحث الناس عن الوسائل الخاطئة مثل انتشار الخمور والمخدرات وكثير من الظواهر غير الأخلاقية التي يعود سببها إلى التشدد الديني وفرض نمط حياة معيّن على الناس».
وقال في تصريح لـ«الراي» إن «الذهاب للمخدرات وغيرها من السلوكيات الخاطئة قد يكون تفسيره طبيعياً وليس مبرراً، إذ إن الكويت أصبحت بلداً بلا فرح تسود بين أفراده روح التشاؤم وعدم التفاؤل بالمستقبل لعدم وجود متنفس للشباب أو اهتمام بالأنشطة الترفيهية».
وأشار إلى أن «التشدد الديني الذي يحاول فرض ذاته على المجتمع هو العدو الحقيقي للالتزام الديني النقي، لأنه يدفع الناس دفعاً ناحية ظاهرة النفاق الاجتماعي، لتحقيق مكاسب معينة»، لافتاً إلى أن هناك كثيراً من الناس بدأوا ينفرون من الجانب الديني والروحي النقي بسبب تشدد وسلوكيات تيارات الإسلام السياسي.
وأكد أن «التشدد الديني يؤدي الى مشكلات اجتماعية ونفسية متعددة، إذ إن إجبار الناس على عيش حياتهم الخاصة خلف الأبواب المغلقة له عواقب وخيمة على الأسرة والمجتمع والأمن الاجتماعي، كما له أبعاده السلبية على النواحي الصحية والثقافية وحتى الدينية».
وأضاف الخضاري «مؤسف أن أجهزة الدولة لا تواكب التغيير الذي يحدث في دول الخليج، وترضخ للتشدّد الديني من باب الايمان بالديموقراطية، التي هي على العكس من ذلك تماماً».
ورأى أن «التيار الديني المتشدّد في معركة الرمق الأخير مع الانفتاح القادم في دول الخليج العربي، غير أن المعركة ستكون شرسة»، معتبراً أن ما وصفه بـ«التشدّد الديني في الكويت ليس رسالة محلية بل هو رسالة إقليمية».