أتذكر واقعة شهيرة أن شاباً في مقتبل العمر نجح نجاحاً باهراً في مشروعه التجاري، ولفت النظر في مشروعه إلى أن حذا حذوه الكثير من الشباب، إذ كان هو صاحب المبادرة الأولى في ذلك النوع من المشاريع، لكن للأسف الشديد في لحظة ما خسر ذلك الشباب كل ما بناه، و خسر أياماً من حياته لا تعوض بثمن، وبدلاً من مكانه بين رواد الأعمال للأسف الشديد أصبح في السجن لتسببه في إحداث ضرر لأحد الأشخاص الذي قام بسرقته.
دمار حياتين هو نتاج الاستسلام للغضب، وتنص المادة 162، كل من أحدث بغيره أذى أفضى إلى إصابته بعاهة مستديمة يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز عشر سنوات، ويجوز أن تضاف إليه غرامة لا تجاوز عشرة آلاف روبية.
ويعاقب بالحبس مدة لا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تجاوز خمسة آلاف روبية أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا أفضت أفعال الاعتداء إلى إصابة المجني عليه بآلام بدنية شديدة أو إلى جعله عاجزاً عن استعمال عضو أو أكثر من أعضاء جسمه بصورة طبيعية خلال مدة تزيد على ثلاثين يوماً دون أن تفضي إلى إصابته بعاهة مستديمة.
يقال بين الفعل وردة الفعل توجد حرية الاختيار. قد تستغرق المسافة بينهما أقل من ثانية، كتوجيه طعنة للشخص الآخر، وهذه الفجوة بين الحافز والاستجابة، وفي هذه الفجوة تكمن سعادتنا أو حتى على أقل تقدير استقرارنا. أو تبرز مسؤوليتنا القانونية عن ارتكاب جريمة وعن عواقب كبيرة سنتحملها لاحقاً.
فعلى سبيل المثال ستنتهي المشاجرة حتماً إذا انسحب أحد الطرفين.
أعلم يقيناً حجم الإنهاك والتوتر في العصر الذي نعيش فيه... ووجود أشخاص يدفعوننا للغضب والاستفزاز، والتعرض للظروف التي نظن أننا محصنون منها، ووجود أيام أفضل من غيرها واختلاف قدرات التحمل لكل منا.
لكن يبقى للتوتر والغضب آثاره التي لا يمكن تجاهلها. طريقة استجابتنا للمضايقات والخصومات ووجود طريقة للتنفيس أمر يجب أن نتعلّمه و نُعلّمه مبكراً.
lawyerdanah@gmail.com