أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس، أن تركيا ستشنّ «قريباً» عملية برية في سورية ضدّ مقاتلين أكراد.
وصرّح أردوغان في خطاب متلفز «حلّقنا فوق الإرهابيين لبضعة أيام بطائراتنا ومدافعنا ومسيّراتنا... إن شاء الله سنقتلعهم جميعاً قريباً بالدبابات والمدفعية والجنود».
ونفّذت القوات الجوية التركية عملية «مخلب السيف»، الأحد، عبر شن سلسلة غارات استهدفت مواقع «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» في شمال العراق وفي سورية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الاثنين، بأن الغارات أسفرت عن مقتل 37 شخصاً، بينهم 18 عنصراً من قوات النظام السوري، على الجانب السوري.
وأطلقت تركيا عمليتها الجوية بعد أسبوع على اتهامها «الكردستاني»، والوحدات الكردية، بالوقوف خلف تفجير إسطنبول.
وتابع أردوغان «ردّينا على هذا الهجوم الشرس الذي أودى بحياة ستة أبرياء، بينهم أطفال، بالقضاء على التنظيمات الإرهابية في العراق وشمال سورية».
وأضاف «نعرف مَنْ الذي يُسلّح ومَنْ يشجع الإرهابيين».
كما طالبت تركيا، حلفاءها وعلى رأسهم الولايات المتحدة بأن «يوقفوا كل دعم» لـ«وحدات حماية الشعب»، في سورية.
وقالت مصادر تركية ومن المعارضة السورية، إن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة للمرة الأولى لمهاجمة «وحدات حماية الشعب الكردية»، وحشدت حلفاء سوريين لتوسيع الحملة على الأرجح.
لكن مصدراً في وزارة الدفاع التركية، أعلن ان الطائرات لم تُستخدم قط في الأجواء السورية أو الروسية أو الأميركية، بل قصفت كل الأهداف من داخل المجال الجوي التركي.
ومع ذلك، قال مسؤول أمني تركي رفيع المستوى وشخصيتان بارزتان في المعارضة السورية على اتصال بالجيش التركي لـ «رويترز» إن مقاتلات حلقت داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» المدعومة من الولايات المتحدة وأن أنقرة على اتصال مع روسيا في شأن هذا الأمر.
وأضاف المسؤول التركي «استخدمت الطائرات التركية المجال الجوي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا. وأُجري بعض التنسيق مع هذين البلدين».
في سياق متصل، استهدفت مسيرة تركية أمس، قاعدة مشتركة في شمال محافظة الحسكة للتحالف الدولي و«قوات سورية الديموقراطية»، التي قُتل اثنان من عناصرها، وفق ما أفاد ناطق باسم «قسد» والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أعلنت القوات الأميركية أنها «كانت بمنأى عن الخطر».
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض، أن «تركيا تواجه تهديدا على حدودها الجنوبية ولها الحق في الدفاع عن نفسها».
وفي موسكو، صرّح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «نفهم مخاوف تركيا المرتبطة بأمنها... لكن في الوقت عينه، ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطيرة للوضع العام».