في بلاد «المدفعجي» الراحل غيرد مولر والهدافين الرائعين يورغن كلينسمان وميروسلاف كلوزه، لا يزال المنتخب الألماني يبحث عن خليفة شرعي لهؤلاء في مونديال قطر، ما أجبر المدرب هانز-ديتر فليك على استدعاء مهاجمين جديدين إلى تشكيلته.
واعتمد المنتخب الألماني على مهاجم مميّز في كل مرة توّج بها بطلاً للعالم (4 مرّات)، بدءاً بهلموت ران صاحب أحد أهداف منتخب بلاده في المباراة النهائية ضد المجر العام 1954 التي عُرِفت «بمعجزة برن».
أما في الماضي القريب، فبرز كلوزه أفضل هداف في تاريخ نهائيات كأس العالم مع 16 هدفاً، كما أنه الى جانب مولر وكلينسمان يتواجدون في قائمة أفضل 6 مراكز لهذه الفئة.
لكن مع دخول ألمانيا حلبة الصراع ضد اليابان، اليوم، فشل المنتخب في سد الثغرة التي تركها كلوزه وقد بدا الأمر جليّاً في مونديال روسيا 2018، حيث فقدت ألمانيا لقبها وخرجت بخُفَّي حنين من الدور الأول على الرغم من أن المجموعة كانت في متناولها بتواجد منتخبات السويد والمكسيك وكوريا الجنوبية.
فالمهاجم سيرج غنابري مثلاً، ليس متحمّساً لشغل مركز قلب الهجوم، وقال في هذا الصدد في مؤتمر صحافي: «الجميع يدرك بأن مركزي المفضل هو وراء المهاجمين، لكني أشعر بالراحة أيضاً على الجناحين».
وعما إذا كان يحبّذ شغل مركز اللاعب رقم 9، أجاب مازحاً: «قد يكون هذا الأمر خياراً، لكن سينتهي بي الأمر على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين» في حين أن زميله في الفريق كاي هافيرتز لا يحبّذ بدوره شغل هذا المركز.
ومنذ استلامه منصبه على في خريف 2021، بعد 15 عاماً من حقبة المدرب السابق يواكيم لوف، اعتقد فليك أنه يستطيع الاعتماد على تيمو فيرنر كالحل الأمثل لشغل مركز رأس الحربة.
لكن قبل انطلاق كأس العالم بثلاثة أسابيع، أصيب فيرنر في كاحله اليسرى في دوري أبطال أوروبا، في الوقت الذي كان بدأ يستعيد مستواه الى جانب زميله في لايبزيغ الألماني، الفرنسي كريستوافر نكونو.
أما المرشّح البارز للعب في مركز قلب الهجوم، فهو هافيرتز، الذي يلعب أساسياً في تشلسي الإنكليزي.
وقدّم هافيرتز أداءً جيداً في مواجهة إنكلترا في دوري الأمم الأوروبية (3-3) وسجّل هدفين وتسبّب بركلة الجزاء، في حين حقّق بداية جيدة مع تشلسي بتسجيله 4 أهداف في المسابقات كافة، ما جعل فليك يرتاح في الاعتماد عليه.
أما قائد منتخب ألمانيا الفائز بكأس العالم 1990 لوتار ماتيوس، فقال لصحيفة «بيلد» الألمانية إنه «إذا استعاد مولر (توماس) مستواه، فيمكن اختياره في هذا المركز» على حساب هافيرتز.
وفتحت إصابة فيرنر الباب أمام مهاجمين صاعدين هما نيكلاس فولكروغ ويوسوفا موكوكو من فيردر بريمن وبوروسيا دورتموند توالياً. لكن كلاهما استهل الاستعداد للمونديال في المعسكر الأخير في مسقط من دون أن يخوضا أي مباراة دولية، وسجّل فولكروغ هدف فوز الوحيد.