على الرغم من بلوغه 37 عاماً، لا يزال لاعب الوسط لوكا مودريتش الركيزة الأساسية لمنتخب كرواتيا، وبعد أربع سنوات من قيادته الى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، سيحاول تكرار هذا الإنجاز في مونديال قطر، الذي سيكون الأخير لطفل بدأ كلاجئ في بلاد مزّقتها الحرب، قبل أن يتحوّل إلى بطل قومي.
مهّد اختياره أفضل لاعب في مونديال روسيا 2018، بالإضافة الى تتويجه مع ريال مدريد الإسباني بدوري أبطال أوروبا في العام ذاته، الى فوزه بالكرة الذهبية ليكسر احتكار دام 10 سنوات من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وقال صانع الألعاب حينها بعد تسلّمه الكرة الذهبية: «مفتاح النجاح؟ من الصعب تحديد ذلك، العمل، المثابرة في الأوقات الصعبة. أحب دائماً أن أردد هذه العبارة الأفضل ليس سهلاً».
ويبدو أن تلك الكلمات لم تكن مجرد تصريح عابر في حفل زاخر، بل أثبت على مرّ السنوات أنه مثابر على الاستمرار في العطاء، ونجح هذا العام أيضاً في المساهمة بشكل كبير في تتويج «ريال» مرّة جديدة بطلاً لأوروبا ولإسبانيا.
وبات مودريتش أحد أبرز نجوم الكرة المستديرة في الآونة الأخيرة والأضواء مسلّطة عليه أكان على صعيد الأندية أو المنتخب، في تناقض صارخ مع بدايته المتواضعة في منزل استحال بقايا مخلّعة بعدما التهمت النيران جزءاً كبيراً منه، في قرية مودريتشي، التي دُمّرت خلال حرب الاستقلال.
وكان مودريتش في العاشرة من عمره عندما هرب مع عائلته الى مدينة زادار الساحلية التي تقع على بُعد 40 كيلومتراً. هناك، وسط ضجيج القنابل التي تتساقط على المدينة الساحلية، تفتقت خصال أحد أبرز المواهب المعاصرة في القارة الأوروبية، الذي أصبح قائداً لمنتخب كرواتيا.
ولم تخفِ موهبة الفتى على أحد، لاسيما يوسيب بايلو الذي كان مدرباً لفريق «ان كاي زادار»، ورأى أن مودريتش «كان مثالاً للاعبي جيله، قائداً محبوباً. كان الأطفال يرون فيه في تلك الفترة ما نراه اليوم».
ولمودريتش مكانة خاصة لدى مشجعي «زادار»، على الرغم من أنه لم يدافع إطلاقاً عن ألوان الفريق.