في عام 1975، تم تأسيس معرض الكويت الدولي للكتاب، حتى بلغ في هذا العام دورته الخامسة والأربعين، وهو ثاني أقدم معرض كتاب دولي في الوطن العربي بعد معرض القاهرة الذي تم تأسيسه في عام 1969، وهذه بلا شك أعوام ممتدة لانطلاقة علمية وثقافية مميزة جداً في تاريخ الحكومات والشعوب العربية.

بعد غياب كانت مدته عام 2020 وعام 2021 لمعرض الكويت الدولي للكتاب بسبب جائحة كورونا العالمية، قام الأخوة المسؤولون عن المعرض بقيادة الأستاذ سعد العنزي مدير إدارة معارض الكتاب بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالاستعداد الكامل والمدروس لعودة معرض الكويت الدولي للكتاب بدورته الـ 45 بقوة ثقافية متميزة وبشكل مختلف عما كان عليه المعرض في السنوات الماضية، وهذا باختصار لأن الكويت تستحق التميز والريادة.

منذ شهر فبراير عام 2021، أخذ الأستاذ سعد العنزي مدير إدارة معارض الكتاب ومجموعته الوظيفية بالتفكير والتخطيط والتنفيذ من أجل أن تكون عودة معرض الكتاب عودة قوية وسريعة باتجاه النجاح، وبالفعل استطاع أن يصل بنا في الكويت لمعرض كتاب دولي استعادت به الكويت بريقها الدولي العلمي والثقافي.

ففي يوم الأربعاء الفائت 16/ 11/ 2022 انطلقت صافرة العِلم والأدب والثقافة من جغرافية منطقة مشرف، هناك حيث يتجه بعقولهم وقلوبهم عُشاق القراءة وجمهور الكِتاب، وسيجدون 520 دار نشر بانتظارهم، جاءت من 29 بلداً مشاركاً، منها 18 بلداً عربياً، و11 بلداً أجنبياً.

وسيفرحون في داخل المعرض بوجود ما يقارب من ربع المليون كتاب! منها 155 ألف كتاب تم إدخالها في الفهرس الإلكتروني الخاص بمعرض الكويت الدولي للكتاب، حيث توضح دور النشر التي تبيع تلك الكُتب وفي أي جناح وفي أي صالة.

ومن تلك الكِتب الموجودة في معرض هذا العام 22 ألف كتاب جديد للمرة الأولى يتم تداوله، و5500 كتاب جديد للطفل، من إجمالي 88 ألف كتاب خاص بالطفل.

ولابد من شُكر معالي السيد عبدالرحمن المطيري، وزير الإعلام والثقافة، وزير الدولة لشؤون الشباب، ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على قراره الكريم في إعفاء دُور النشر المُشارِكة في معرض الكويت للكتاب من رسوم الاشتراك، وهذا لتفهمه الكبير بأن جائحة كورونا العالمية ألحقت خسارة كبيرة للكثير من دور النشر والمكتبات والمطابع وسوق الكِتاب بصفة عامة.

(مهرجان الكتاب والثقافة الدولي في الكويت) سيستمر حتى يوم 26 نوفمبر الجاري، وبالفعل هو في الحقيقة (مهرجان) وليس مجرّد معرض كتاب يقتصر دوره على بيع وشراء الكُتب فقط! حيث إنه يحتوي على العديد من اللقاءات والمحاضرات والندوات والورش العلمية والثقافية وأنشطة أخرى مصاحبة له.

في نهاية المقال، أقول للسيد سعد العنزي: نعم، هكذا تورد الإبل يا سعد، حيث إنك أوردت مهرجان الكويت الدولي للكتاب والثقافة خير مورد، وهذا التميّز تستحقه الكويت، حفظ الله تعالى الكويت وسُمو أميرها قائد البلاد، وسُمو ولي عهده الحريص على رفعتها وتميزها، وحفظ الله تعالى شعبها وكل من هو عليها.