في إطار دورها التربوي - الاجتماعي لتكريس مفهوم التسامح وتعزيز القِيم الإنسانية النبيلة في نفوس وأذهان الطلبة، أحيت المدرسة البريطانية بالكويت (BSK) «يوم الذكرى»، الذي يصادف 11 نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي انتهت فيه الحرب العالمية الأولى رسمياً في العام 1918.
ويهدف إحياء هذا اليوم، الذي يعرف أيضاً بيوم المحاربين القدامى، لاستذكار تضحيات أفراد القوات المسلحة والمدنيين والعائلات في أوقات الحروب، لكن تحديداً في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918)، وتُقيمه المدرسة سنوياً لتعزيز التعاطف في نفوس الطلبة ودفعهم لاستلهام الدروس المستفادة من الأحداث الكبرى التي ساهمت في رسم خريطة العالم.
حضر إحياء «يوم الذكرى» الذي أقيم في ملعب «ماربل آرش» في مبنى المدرسة، صباح الأحد الماضي، ضيف الشرف الفريق ركن المتقاعد علي محمد المؤمن رئيس الأركان السابق في الجيش الكويتي ورئيس مركز العمليات الإنسانية، ورئيس مجلس إدارة المدرسة صادق المطوع، ومدير الإعلام كفاح المطوع، وكبار المسؤولين في الإدارة، وطلبة المرحلة الثانوية والمعلمون.
وتحدث الفريق ركن المتقاعد علي المؤمن، في كلمته، عن تجربته الكبيرة والفريدة منذ دخوله إلى الجيش الكويتي في العام 1954، حيث تقلد مناصب قيادية في وحدات الدروع، وصولاً إلى منصب نائب رئيس الأركان ومن ثم رئيس الأركان، قبل تقاعده في العام 2002، ليُعيّن بعد ذلك رئيساً لمركز العمليات الإنسانية لتسهيل وتنسيق تقديم المساعدات الدولية للشعب العراقي في العام 2003، ثم سفيراً فوق العادة لدولة الكويت لدى العراق.
وحض في كلمته الطلبة على استخلاص العِبَر من الحروب التي خلفت وراءها ملايين الضحايا، داعياً إلى ضرورة دعم المتأثرين بالصراعات في كل أنحاء العالم، والسعي لتحقيق السلام والصداقة بين جميع دول العالم.
وتطرق ضيف الشرف، الحاصل على 20 وساماً كويتياً وعربياً، إلى تجربته في الدفاع عن الكويت في العام 1961 والعام 1973، وكذلك قيادته قوة الجهراء على هضبة الجولان السورية العام 1973 - 1974، وتجربته في لبنان العام 1989، وصولاً إلى حرب تحرير الكويت 1990 - 1991.
وشدد على أن الجندي يُضحّي بحياته لهدف نبيل وهو الدفاع عن أرضه ووطنه وصولاً إلى السلام، مشيراً إلى ضرورة أن تستذكر الأجيال الجديدة تضحيات المحاربين القدامى، وتستخلص الدروس منها لنشر المحبة والتسامح والوحدة.
كما تحدث عدد من الطلاب والطالبات، في كلمات وقصائد، عن الآثار المدمرة للحروب على الشعوب وجميع أفراد المجتمع، واستذكروا التضحيات الكبيرة للعسكريين والمدنيين.