أكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» علي سبت بن سبت أن عام 2021 شهد بداية التعافي من جائحة كورونا التي كان لها تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي، حيث انتعش مجدداً الطلب العالمي على الغاز ليسجل نمواً مرتفعاً قدره 5.3 في المئة، ومتخطياَ بذلك مستويات ما قبل الجائحة ليبلغ 390 مليار قدم مكعب يومياً لأول مرة في اشارة إلى التعافي التام من تداعيات الجائحة، لافتاً إلى أن الدول العربية مجتمعة حققت نمواً استثنائياً في إنتاج الغاز.
وخلال الاجتماع الحادي والعشرين للخبراء لبحث إمكانية التعاون في مجال استثمار الغاز الطبيعي في الدول الأعضاء في أوابك عبر تقنية الاتصال المرئي، قال بن سبت إن الإنتاج العالمي للغاز شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 4.8 في المئة، لتلبية الطلب المتنامي، كما بلغت حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي نحو 24 في المئة.
وأوضح بن سبت أنه وبالرغم من تلك المؤشرات الإيجابية من جانبي العرض والطلب، إلا أن الأسواق العالمية وبالأخص الأوروبية كانت على موعد مع ارتفاعات حادة في الأسعار الفورية بسبب عدم كفاية الإمدادات العالمية لتلبية الطلب، لتعكس وبوضوح أن القطاع لا يزال بحاجة إلى استمرار ضخ المزيد من الاستثمارات لضمان توفير إمدادات الغاز إلى مختلف الأسواق وبأسعار معقولة.
وفي ما يتعلق بتطورات صناعة الغاز وانعكاساتها على المنطقة العربية، قال بن سبت إن الطلب على الغاز استمر في النمو في الدول العربية بنسبة نمو 2.7 في المئة بسبب المكانة التي يحظى بها الغاز الطبيعي في العديد من القطاعات وبالأخص قطاع الكهرباء.
وأضاف أن الدول العربية مجتمعة حققت نمواً استثنائياً في إنتاج الغاز بلغت نسبته 5.5 في المئة، بفضل المشاريع التطويرية التي نفذتها عدة دول لرفع مستويات الإنتاج المحلي، وهو ما انعكس أيضا على نمو صادرات الغاز الطبيعي بنوعيه (الغاز عبر خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال) التي حققت نمواً كبيراً بلغت نسبته 11.1 في المئة، بفضل تنامي الصادرات من مصر والجزائر على وجه الخصوص.
وأكد أن الأمانة العامة حريصة على المتابعة المستمرة للتطوراتِ والمستجداتِ في السوق العالميةِ للغاز الطبيعي، من خلال إعداد دراسات وتقارير دورية تتعلق بتطورات قطاع الغاز الطبيعي، وانعكاساتها على الدول العربية، مشيراً إلى أن تقارير ودراسات الأمانة العامة باتت مصدراً مهماً للمؤسسات والهيئات الوطنية والإقليمية، وتحظى باهتمام بالغ من قبل المؤسسات الإعلامية.
وأوضحت ورقة عمل تم استعرضها خلال اجتماع خبراء «اوابك» أن الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي بلغ في نهاية عام 2021 نحو 7،055 تريليون قدم مكعب، وأن احتياطيات الدول العربية بلغت نحو 1967 تريليون قدم مكعب، أي ما يعادل نحو 27.4 في المئة من اجمالي الاحتياطي العالمي.
وأضافت ان صادرات الدول العربية في عام 2021 من الغاز بلغت 21 مليار قدم مكعب/اليوم، بزيادة قدرها 2 مليار قدم مكعب/اليوم عن عام 2020، لتشكل نحو 18 في المئة من اجمالي تجارة الغاز الطبيعي العالمية.
وأظهرت الدراسة أن حجم التجارة العالمية للغاز الطبيعي (عبر الأنابيب + الغاز الطبيعي المسال) باتت تلبي نحو 30.2 في المئة من اجمالي الطلب العالمي على الغاز، اما الباقي فيستهلك محلياً في مناطق انتاجه، مشيرة إلى أن التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال تنمو بشكل مستمر حيث باتت تمثل 42 في المئة من إجمالي التجارة العالمية، ومن المتوقع أن تتخطى التجارة التقليدية للغاز عبر خطوط الأنابيب قبل عام 2030.