«البودكاست والإعلام الجديد»... تحت مجهر «الملتقى الثقافي»!

فقد استضاف الأديب طالب الرفاعي كدأبه، نخبة من الأدباء والمثقفين في منزله (مقر الملتقى) بالإضافة إلى باقة من المواهب الإعلامية الشابة التي شكّلت محور الحديث، فوضعت أفكارها ورؤاها المُعاصرة، على غرار فيصل عبدالرحمن العقل وبسام عبدالكريم البسام، إلى جانب الإعلامي طلال الياقوت.

وأكد الرفاعي في مستهل حديثه على أن الإعلام لغة العصر والقوة الناعمة، إذ كان يحارب قبل الجيوش العسكرية.

بعدها، رحّب بضيوفه، وعلى رأسهم طلال الياقوت، الذي قال عنه إنه ليس إعلامياً فقط ولكنه صانع إعلام متحرك، ودائماً ما يبادر في تقديم أفكار فعّالة. وأكمل: «نحن سعداء أيضاً أن نلتقي مع جيل بات يُشكّل بصمة كويتية في الإعلام المحلي والعربي.

جيل شاب يسعى لصناعة الإعلام الجديد عبر (البودكاست).

فالزميل فيصل العقل صاحب برودكاست (بدون ورق) وهو تدوين وبث صوتي ومرئي، يقدم من خلاله مادة غنية ولافتة عبارة عن لقاءات متجددة مع مفكرين ومثقفين، وإعلاميين، وسياسيين، واقتصاديين». وذكر من خلال تقديمه بأن العقل درس الصيدلية، أما البسام فيقوم بإعداد الحوارات.

«البودكاست»... وأهدافه

وطرح الرفاعي تساؤلات عدة للضيوف ومنها، ماهية «البودكاست» وأهدافه، والسبب وراء التوجه إلى هذا المجال.

فقال العقل: «أتشرف بأن أكون بين هذه النخبة الثقافية»، واصفاً نفسه بـ «المتطفل» على الإعلام، وأنه لا ينتمي للمدرسة الإعلامية التقليدية.

ولفت إلى أنه درس الصيدلة، ولكن قابلته مشكلة في إدارة الحوارات لتكون باللغة العربية، من دون استخدام مفردات باللغة الإنكليزية.

وألمح إلى أنه في بادئ الأمر توجه إلى إنتاج المحتوى الفني، وأسس شركة أنتجت مسلسلات، ومن ثم بدأ بالتعاون مع المعدة منيرة الشريفي ليطلقا «البودكاست» ويأخذ البرنامج مسمى «بدون ورق»، معتمداً فيه على الصدق والعفوية والبساطة، مشدداً على أهمية أن يُدير المحاور الحديث مع ضيوف «البودكاست» بطريقة غير تقليدية.

الإعلام الخاص

من جهته، أعرب الياقوت عن اعتزازه بوجوده في الملتقى الثقافي، وقال إن البعض لا يعلم بتكلفة الإعلام الخاص الباهظة جداً، مبيناً أن إذاعة «88.8» التي يديرها تكلفه سنوياً ما يقرب من مليون دينار، «وهذا ما يضع الإعلام الخاص أمام تحدٍ ومسؤولية كبيرين في تأكيد حضوره وقدرته على إدارة عمله بحرفية عالية تضمن له تغطية مصاريفه».

ولم يُخفِ سروره بالشباب الكويتي الطموح الذي اقتحم مجال الإعلام الرقمي مثل «البودكاست»، «ومن ضمنهم الشاب المجتهد والنشط فيصل العقل والمعدة منيرة الشريفي، وكذلك بسام البسام».

وأوضح الياقوت، أن الإعلام الخاص يخضع لقانون المرئي والمسموع، وأنه واجه عشرات القضايا، لكنه يفضل أن يُدير عمله بسرية إعلامية عالية، بعيداً عن بهرجة الشكوى.

وختم كلامه بالقول: «أهم ما يجب أن يراقبه البودكاست هو الوقت، فليس الجميع مستعداً للإنصات لمدة تتجاوز الساعة، مع ضرورة أن يكون البودكاست متجدداً وجاداً باختيار ضيوف ومواضيع تجذب المستمع، وأن الإعلام التقليدي سيبقى إلى جانب الإعلام الجديد، وربما يصنع منافسة لصالح المستمع والمشاهد».

صناعة المحتوى

تحدث البسام، عن دور «البودكاست» في صناعة المحتوى، والإعلام الحديث، عازياً سبب توجهه لإنتاج «البودكاست السياسي»، لكونه يقدم أريحية للضيف ويفتح مجالاً لسرد الأحداث بشكل أكبر من البرامج الرسمية، بعيداً عن صخب الاستوديو، وكذلك نقل تجارب وخبرات الضيوف الشخصية بشكل أكبر.

وأكد على أن تزامن التجربة التي قدمها مع «انتخابات أمة 2020» زاد من الإقبال الجماهيري على الاستماع إلى «البودكاست»، مضيفاً «أعتقد أن البودكاست سيكبر ويتوسع خلال الأيام المقبلة، كونه في حوار صادق وسلس مع نخبة من المهتمين بمختلف نواحي الفكر والسياسة والاقتصاد، فالمستمع الذي يحب السياسة سوف يستمع إلى البودكاست السياسي، والذي يحب الاقتصاد يستمع إلى البودكاست الاقتصادي».