في البداية نقول، إن الأمطار هي خير وبركة من رب العالمين والدعاء عند نزول المطر، هو عن عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا رأى المطر قال: «اللهم صيبا نافعا». رواه البخاري.

لذا نتمنى الاستفادة من المطر في جانبه الإيجابي وأن يتم التعامل معه بحكمة وحسن تنظيم، ولكن العجيب والغريب فيما حدث من (رشة) المطر الأخيرة وغرق بعض الساحات والطرق بأول اختبار عملي بمشهد كان ومازال للأسف متكرراً رغم الاجتماع الحكومي الأخير بخصوص الجهوزية لموسم الأمطار!

لذلك إلى متى يكون التعامل مع هذا الموسم السنوي تعاملاً ارتجالياً وغير مواكب له؟! وكنت قد كتبت أكثر من مقالة في المواسم السابقة وطرحنا الكثير من الحلول والأفكار ومنها مقالة بعنوان (تصريف الأمطار وتصريف الأمور!)، ومما ذكرته فيها عن مثال حي وهو عدم تصريف الأمطار بطريقة عملية وغرق عدد من الشوارع والساحات والاختناقات المرورية، وكل ذلك رغم الأمطار الغزيرة وقصدت عام 2018، ولماذا لم يتم التعلم من هذا الدرس بشكل كافٍ؟!

وعندما يفقد الكثير من المواطنين الثقة في الخدمات فتلك المعضلة... فتصريف الأمطار بطرق ذكية يكون ناتجاً عن تصريف الأمور المرتبطة به، وبطريقة علمية تشمل خطط الطوارئ وسحب المياه وعمل اختبارات حقيقية أقوى قبل الموسم وتفعيل الأبحاث العلمية والأفكار الهندسية والتي تساعد بالاستفادة من الأمطار وتدويرها، ويكفي المشاهد المتكررة لمناظر الساحات والطرق التي تتحول لبرك مائية دون أن يتم سحبها بطريقة علمية.

وأيضاً كتبت مقالة سابقة بعنوان (نوافير) من (المناهيل)! ومما قلته فيها عن المشهد المائي المتكرر عاماً بعد عام وزيادة كمية الأمطار وصعوبة تصريفها وصعوبة الوضع في مناطق بشكل أكبر من مناطق أخرى وتظهر البرك والمسطحات المائية و تخرج (النوافير) من (المناهيل)! في مشاهد عجيبة وغريبة والوضع في تلك المواجهة يكون «على البركة أو انت وحظك» كما يقال في مواجهة الأمطار!

لذلك، متى يكون التطبيق العملي لكلمة (مستعدين لموسم الأمطار) وتعبنا من التصريحات الحكومية الرنانة؟ فالمواطن يريد أبسط شيء وهو أن يرى حلولاً عملية تمس واقعه، والسؤال الذي يطرح نفسه وهو إلى متى لا نتعلم من الدروس؟ وإلى متى نرفض توكيل الأمور التخطيطية الكبرى إلى ذوي الكفاءات الهندسية؟ بعيداً عن المحاصصات السياسية والصداقات مع المتنفذين والتي تضر مصالح البلاد والعباد، وانظروا إلى وضع التعامل مع الأمطار فهو دليل اثبات على ذلك التخبط في التعامل مع مثل هذه الأمور، فكيف نتعامل مع أمور أخرى مهمة مثل المدن الاقتصادية وتطوير الجزر وسكة القطار المنتظر وغيرها وكل ذلك كيف يكون إن تم أصلاً، في ظل التعامل بالطريقة والعقلية ذاتها مع تداعيات الأمطار؟ فبالإضافة إلى ما سبق فإن المفترض تصريف الأمطار بطريقة هندسية ذكية، ونحن في عصر الذكاء الاصطناعي يكون ناتجاً عن تصريف الأمور الإدارية والتنظيمية المرتبطة به، ودليل حسن إدارة ويفترض أن يكون ذلك مشروع دولة، وقد تذكرت أني قرأت خبراً في الموسم السابق عن فكرة لعمل انفاق ضخمة لتصريف الأمطار فماذا حصل في ذلك؟!

لعل وعسى أن يكون لدينا تصحيح للمسار في ما يتعلق بتصريف الأمطار!، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw