أعلم بأن كثيراً من الأخوة لا يروق لهم عنوان هذا المقال الذي اقتبسته من مثل أميركي يطلقونه على أي علاقة تنشأ حسب «المصلحة» (Marriage of Convenience) وعندنا كذلك مثل (كن نسيب ولا تكن ابن عم).
كتبت هذا المقال بعد تكرر حديث البعض معي حول اختزال القضايا في مسألة اختيار القياديين والنواب.
نعم مشكلتنا في اختيار القياديين ولو بحثنا في نهج دول نهضت من حولنا لوجدنا حسن اختيار القياديين والعدل والمساواة هي الأساس، ونتذكر أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز، حين سأل الحسن البصري: بمن أستعين على الحكم يا بصري؟ قال البصري: يا أمير المؤمنين، أما أهل الدنيا فلا حاجة لك بهم، وأما أهل الدين فلا حاجة لهم بك... فتعجب عمر بن عبدالعزيز، وسأله: فبمن أستعين إذا؟ قال البصري: عليك بأهل الشرف، فإن شرفهم يمنعهم من الخيانة.
علاقاتنا معظمها مبنية كعرف متبع على «زواج مصلحة» بين المتسلقين المتقنين لـ «الشو الاجتماعي والإعلامي»!
وما نطالب به لا يتعدى مطالبتنا بالقضاء على هذا العرف.
ونحن هنا زدنا على الغرب بمثلنا العربي «كن نسيب ولا تكن ابن عم» وهنا حدث ولا حرج.
إن أي نهضة شهدتها الدول من حولنا لو تتبعنا جذورها لوجدنا خلفها صاحب قرار اتسم بالحياد وحسن البصيرة والبطانة ويمتلك الجرأة في اتخاذ القرار المبني على معايير سليمة ومسطرة مستقيمة.
لذلك، وإن صح القول بأنه من الصعب أن نقضي على الفساد بليلة وضحاها لكن هذا لا يمنع من الاعتراف بالخطأ لرسم إستراتيجية إصلاحية مجردة من «زواج المصلحة» و«كن نسيب ولا تكن ابن عم» وغيره من الاعتبارات التي ما إن نتقدم لحظة نحو الإصلاح المبتغى إلا ونجد العقبات قد وضعت لعرقلة الأمر!
منطقياً، الكويت بلد صغير المساحة ويتمتع بوفرة مالية ولديه خبرات يشار لها بالبنان ونستطيع لو أحسنا الاختيار أن نحولها إلى بلد جميل جداً جداً جداً ولنا في دولة قطر الشقيقة خير مثال.
هل يعقل أن مشاريعنا ومبانينا يتم تنفيذها بسنوات عدة وبتكلفة مرتفعة جداً وفي الدول المجاورة خلال عام وبتكلفة أقل بكثير؟
هل يعقل اننا نتحدث عن افتتاح مبانٍ ولا نجد الكادر التشغيلي لها؟
هل يعقل اننا نقرأ عن وجود تجاوزات مالية وإدارية ونادراً ما يلقى الفاسد المفسد عقابه؟
أعتقد لو ان مجموعة من «الأخيار المصلحين» من المسؤولين قاموا بتكليف فريق عمل مخلص في حصر مشاكلنا والقضايا العالقة لاستطعنا معرف السبب و«إذا عرف السبب بطل العجب»!
الزبدة:
صعب وأقرب إلى المحال تحقيق الإصلاح في واقع يزخر بمنظورين متناقضين «مصلح ـ مفسد» و«عدل وظلم» وهذه الحكاية باختصار تقف وراءها «المصالح»... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi