إيماناً بأهمية دورها المتزايد في مجال المسؤولية المجتمعية وحرصاً منها على سد احتياجات المجتمع في وقت الأزمات، وتأكيداً منها على استراتيجيتها ورسالتها المتميزة في خدمة المجتمع، أوضح الرئيس التنفيذي في مستشفى دار الشفاء الدكتور أحمد نصرالله، أن اللقاء الذي جمع مسؤولي بنك الدم المركزي ومسؤولي «دار الشفاء»، يأتي بعد انتهاء الحملة التي نظمها المستشفى بالتعاون مع البنك، وتمثلت باستحداث فرع لبنك الدم في مستشفى دار الشفاء، منذ بدايات جائحة «كورونا» في عام 2020 وحتى يومنا هذا، حيث تم افتتاح فرع التبرع بالدم تابع لبنك الدم المركزي، والذي يعكس الأهمية الكبرى لاستراتيجية «دار الشفاء» في توفير كميات الدم للمستشفيات في القطاعين الحكومي والخاص وقت الأزمة.

وأضاف نصرالله، في تصريحات على هامش احتفالية مستشفى دار الشفاء بانتهاء الحملة بحضور مسؤولي الحملة من بنك الدم المركزي ودار الشفاء أمس، أن الفرع استقبل خلال العامين ونصف العام، أكثر من 3000 متبرع بالدم، وتم تزويد بنك الدم المركزي بـ 2868 وحدة دم، الأمر الذي ساعد وبشكل كبير في التعامل مع الجائحة خلال الأيام الصعبة، التي عانى منها كل أفراد المجتمع، كما أنه كان رافداً مهماً للكثير من المستشفيات بالقطاعين الحكومي والخاص.

ولفت إلى أن الحملة التي تعد الأكبر على مستوى القطاع الخاص في الكويت، عكست حرص «دار الشفاء» في الاهتمام بالمجتمع، وتأكيد دوره المتزايد والمتنامي في خدمة المجتمع، ونموذج رائع للتعاون الممتد بين القطاعين العام والخاص لما فيه مصلحة أهلنا، وأمل تطوره مستقبلاً في المجالات كافة.

وبيّن أن التعاون متواصل ومستمر بين «دار الشفاء» وبنك الدم في المستقبل، لتقديم مبادرات نوعية من شأنها توفير وحدات دم متزايدة لكافة أبناء المجتمع، لإيماننا بأهمية الحفاظ على مجتمع صحي خالٍ من الأمراض.

كما أكد نصرالله أن مستشفى دار الشفاء سبّاق دائماً في تقديم مبادرات نوعية، تعزز دور وزارة الصحة وتفتح الكثير من المجالات، لتقديم خدمات طبية متميزة للمرضى.

وبيّن أن «دار الشفاء» المستشفى الوحيد في القطاع الخاص، الذي قام بافتتاح هذا الفرع التابع لبنك الدم المركزي، وساهم في خلق حالة وعي مجتمعي ليس على مستوى الشركاء وفريق العمل فقط، ولكن على مستوى المراجعين، الذين بدورهم أبدوا حماساً منقطع النظير للتبرع بالدم، وهي من الصفات الأصيلة لأبناء المجتمع الكويتي وقت الأزمات.

واعتبر أن تأسيس الفرع يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للقطاع الطبي والصحي في الكويت وساهم بشكل كبير في تغطية جزء كبير من احتياجات المستشفيات في القطاع الحكومي ومستشفى دار الشفاء.

وبين نصرالله أن المستشفى قام بتوفير وحدات دم بلازما لمرضى العمليات خلال جائحة «كورونا»، التي كان لها أهمية كبيرة في إنقاذ الكثير من المرضى خلال تلك الجائحة.

توعية مجتمعية

وأكد نصرالله استمرار الدور المجتمعي للمستشفى في كافة المجالات المجتمعية، التي يمكن من خلالها تحقيق منظومة صحية مستدامة، قائلاً إن «دار الشفاء» مؤسسة طبية صحية اجتماعية، تسعى لتحقيق خير الكويت في كل مجال يمكن أن تؤديه، موضحاً أن المستشفى مستمر في تقديم المزيد من المبادرات الاجتماعية في قادم الأيام.

وبين أن التوعية المجتمعية بأهمية التبرع بالدم، مسؤولية مجتمعية متكاملة، بما فيها مستشفى دار الشفاء، فالتبرع بالدم هو في واقع الأمر عطاء ينقذ حياة، كما أنه لا يترتب عليه أي أضرار على الإطلاق. وأضاف أن التبرع بالدم دعوة مفتوحة للجميع، حتى يكون المجتمع الكويتي أكثر صحة.

وأضاف قائلاً: لا نألو جهداً بتعزيز الثقافة الصحية لدى كافة فئات المجتمع، من جامعات وطلبة مدارس وغيرهم من فئات المجتمع، لتدعيم رؤيتنا في مجال المسؤولية المجتمعية، وتبصير كل أطياف المجتمع بضرورة بناء ثقافة طبية متكاملة بين كافة أفراد المجتمع، عبر الاستعانة بفريق طبي متميز من أفضل الخبرات العالمية والإقليمية.

دور مستمر

من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة مستشفى دار الشفاء طالب جراق، أن تلك الحملة تعكس الدور المجتمعي الكبير الذي يقوم به المستشفى في خدمة المجتمع، وهي أيضاً امتداد لحملات سابقة قام بها المستشفى منذ عام 2008 وحتى يومنا هذا، والتي تشكل رسالة «دار الشفاء» المستمرة في خدمة المجتمع، ونذر يسير مما يترتب علينا القيام به تجاه كويتنا الحبيبة.

وأوضح جراق أن التعاون مع بنك الدم المركزي يعزز تلك الرسالة، ويخدم كافة أطياف المجتمع، ويؤكد أن مستشفى دار الشفاء يحمل رسالة مهنية وصحية متميزة في كافة المجالات.

خطة استراتيجية

وأشار المدير الطبي رئيس قسم المختبرات مسؤول حملة التبرع الدم في مستشفى دار الشفاء الدكتور محمد المراغي، أن علاقة مستشفى دار الشفاء ببنك الدم المركزي طويلة وممتدة منذ 2008 وقمنا بعمل حملات منذ 2014 و2018 و2019 ولاحظنا تزايد عدد المتبرعين بشكل كبير.

ولفت أن الدور المجتمعي لمستشفي دار الشفاء هو جزء أساسي من خطتها الاستراتيجية، مبيناً أنه بعد النجاح الكبير الذي شهدته في 2018 و2019 وما حققته من نجاحات كبيرة، حيث إن المستهدف كان 200 متبرع، إلا أن العدد الذي شهدته الحملة كان أكبر من ذلك بكثير، حيث سجلت رقماً قياسياً بلغ 355 وحدة دم، وهو أكبر رقم حققته الحملات على مستوى القطاع الخاص.

وأضاف المراغي قائلاً: بعد هذا النجاح الكبير، ارتأت مستشفى دار الشفاء الانتقال إلى خطوة أكبر، حيث إنه بالتعاون مع بنك الدم المركزي، تمت إقامة حملة دائمة داخل مستشفى دار الشفاء والتي مثلت أكبر حملة دائمة للتبرع بالدم في القطاع الخاص بالكويت، والتي بدأت في الأول من مارس 2020 وامتدت لمدة عامين ونصف العام تقريباً.

إقبال كبير

وبيّن أن هناك إقبالاً كبيراً شهدته الحملة من الشركاء داخل وخارج المستشفى والمراجعين والأطقم الطبية، موضحاً أنه بعد مضي عام من الحملة، تمت مراجعة الأداء فوجدنا وجود ألف متبرع تقريباً وهو رقم كبير للغاية.

وأوضح أنه بعد انتهاء تداعيات جائحة كورونا، زاد الإقبال على الحملة من المراجعين وكذلك من الشركات والفريق الطبي العامل، وكان وجود الحملة في المستشفى بشكل دائم سهل الكثير على الراغبين في التبرع، وهو ما حقق أرقاماً قياسية بنهاية أكتوبر 2022، فقد تجاوز عدد الزائرين للحملة وعدد المتبرعين أكثر من 3000 متبرع وتم تزويد بنك الدم بعدد 2868 وحدة دم.

وبيّن أن تلك الحملة كانت ناجحة بشكل قياسي من حيث عدد المتبرعين أو مدة الحملة. ولفت الى أن مستشفى دار الشفاء بات واحداً من بين العشرة المكرمين من قبل بنك الدم كما أنه المستشفى الوحيد الذي تم تكريمه. وقال إن التعاون قائم بين المستشفى وبنك الدم من خلال تنظيم حملات للتبرع بالدم وسوف يشهد المزيد من حملات التبرع بالدم مستقبلاً.

الرضوان: تجربة فريدة مع القطاع الخاص ونطمح لتجديدها وتطويرها

​​
​​​
​​
​​​​

أشادت مدير إدارة خدمات نقل الدم بوزارة الصحة د.ريم الرضوان، بالتعاون بين إدارة خدمات نقل الدم في بنك الدم المركزي بوزارة الصحة وبين مستشفى دار الشفاء. وقالت: «كان للمستشفى دور في الخدمة المجتمعية وتشجيعهم للتبرع بالدم منذ 2008»، لافتة الى أن دور إدارة خدمات نقل الدم هو تشجيع حملات التبرع لكل الحملات المعنية بالتبرع الدم وتسهيل كافة الإجراءات المعنية بها.

وأوضحت أنه تم التعاون مع مستشفى دار الشفاء لإقامة حملات التبرع بالدم سنوياً حتى عام 2020، حيث تم تأسيس فرع تابع لبنك الدم المركزي في مستشفى دار الشفاء. ولفتت أنه رغم التحديات والصعوبات التي واكبت جائحة كورونا، إلا أن عدد المتبرعين كان في تزايد.

وأشارت إلى أنه مع تطور الخدمات الطبية، ارتأينا بالتعاون مع مستشفى دار الشفاء توفير هذا الفرع موقتاً على أن يتم افتتاحه وتشغيله بشكل أفضل وهو أمر متعارف عليه في كل الأعمال التي تتم في البداية.

وقالت «خلال العامين ونصف العام منذ افتتاح الفرع، كان هناك نحو 2868 وحدة دم وهذا رقم كبير للغاية، خاصة في وقت جائحة (كورونا)». وشددت الرضوان على أن الفرع يجسد أهمية كبيرة في التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص.