قال الرئيس التنفيذي بالوكالة في شركة نفط الكويت خالد العتيبي، في ذكرى إطفاء آخر بئر نفطية أشعلتها قوات الغزو العراقي الغاشم، لقد شهدت الكويت بسبب هذا العمل المدمِّر أضخم كارثة بيئية عرفها العالم، وعاشت أياماً عصيبة استمرت ثمانية أشهر، تحولت خلالها سماء الكويت إلى اللون الأسود وتسببت بأضرار بيئية كبيرة ليس في الكويت فحسب بل طالت أماكن بعيدة حول العالم.

وفي كلمة ألقاها نيابة عنه المهندس نجيب الزيد رئيس فريق عمل مشاريع تأهيل التربة خلال الاحتفال بذكرى إطفاء آخر بئر نفطية مشتعلة في السادس من نوفمبر 1991، أكد العتيبي أن ذلك اليوم الذي تنفسنا فيه الصعداء بنجاحنا في القضاء على عملية التخريب المتعمدة لـ 727 بئراً نفطيا، بعد أن أضرمت قوات الغزو العراقي الغاشم النار فيها وعلى الرغم من تقديرات الخبراء التي كانت تشير إلى أن عملية إطفاء الآبار ستستغرق عدة سنوات، نتيجة الحرائق الهائلة التي اندلعت طوال تلك الفترة، وما تخللها من آثار كارثية على البيئة والبنية التحتية، فإن ذلك شكّل تحدياً كبيراً لقطاع النفط، ولشركة نفط الكويت على وجه التحديد، التي خاضت غمار المواجهة بقوة وشجاعة، وبفضل عزيمة أبناء نفط الكويت، تمكّن أبطال فريق الإطفاء الكويتي، وبالتعاون مع 27 فريقاً من مختلف أنحاء العالم، من السيطرة على الحرائق في غضون 240 يوماً فقط، وهو رقم قياسي غير مسبوق.

وقال: في هذه المناسبة السعيدة، نتذكر بكل فخر وتقدير وإجلال التضحيات التي قام بها هؤلاء الأبطال من الكويتيين الذين بذلوا جهوداً هائلة وخاطروا بحياتهم لإطفاء حرائق الآبار، ونقول لهم إننا مهما قدمنا لكم فلن نستطيع أن نوفيكم حقكم، كما لن ننسى أبداً تفانيكم في سبيل إنقاذ الكويت ووضعها على طريق إعادة الإعمار والتنمية والتقدم، الأمر الذي عاد بالفائدة على مستقبل البلاد والقطاع النفطي.

ووجه العتيبي التحية وأسمى آيات الشكر إلى هؤلاء الأبطال الكويتيين الموجودين بيننا اليوم، والذين نقيم هذا الاحتفال على شرفهم ومن أجلهم، ولولا جهودهم جميعاً وإخلاصهم في العمل ما كان يمكن أن تتحقق كل تلك النهضة والإنجازات التي شهدناها خلال الأعوام الماضية.

وقال يجب علينا أن نتذكر الماضي، لنأخذ العبر والدروس مما حدث خلال فترة الغزو، وفي الوقت نفسه لا بد أن نتطلع إلى المستقبل ونبذل أقصى ما في وسعنا من الجهود لكي يظل مشرقاً لأجيالنا المقبلة، من خلال العديد من المشاريع والمبادرات التي أطلقناها ونواصل العمل عليها، ومن أبرزها برنامج إعادة تأهيل البيئة في الكويت، والذي يعد أكبر مشروع من نوعه على مستوى العالم، لا سيما أننا نتعاون فيه مع جهات محلية ودولية رائدة تتمثل في لجنة الأمم المتحدة للتعويضات، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ونقطة الارتباط الكويتية.

وأضاف "ولأن معظم أعمال هذا المشروع الضخم تقع ضمن اختصاصات الشركة، فقد أنشأنا مجموعة تأهيل التربة من أجل تنسيق هذه الجهود، ومنحناها كل الدعم لكي تقوم بكل ما يلزم لإصلاح التربة والبيئة الناتجة من أضرار الحرائق والبحيرات النفطية وطبقة القار الصلبة ومصادر التلوث الأخرى. وقد تعاونت الشركة في هذا الجهد مع كل الأطراف، ولذا أتوجه لجميع الأفراد المعنيين بالشكر الجزيل على الجهد الذي يبذلونه في ضمان إصلاح البيئة الكويتية".

وقدم العتيبي الشكر والتقدير لفرق الإطفاء العالمية التي قدمت لنا يد العون والمساعدة عندما كانت الكويت بأمس الحاجة لذلك، حيث إنه وبفضل النوايا الحسنة والتعاون، تمكنت الجهود الجماعية لجميع المعنيين من التغلب على هذه الكارثة البيئية.