ينطلق اليوم في شرم الشيخ، «مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ - كوب 27»، المعروف إعلامياً باسم «قمة المناخ»، والتي تستضيفها مصر بين 6 و18 نوفمبر.

وتبدأ الفعاليات بجلسة إجراءات، تشهد تسلم قيادة القمة، وسط توقعات بمشاركة دولية «كبيرة»، من القادة والعلماء والمهتمين بشؤون البيئة في العالم، ما يعني حضور نحو 40 ألف شخص يمثلون نحو 197 دولة، وعدد كبير من قيادات وعناصر المنظمات «الدولية والقارية والإقليمية».

وأعلنت الرئاسة المصرية أن «كوب 27»، هو الحدث الأهم عالمياً حالياً، مشيرة إلى أنه سيناقش «إنقاذ كوكب الأرض» وحماية سكانه، من خلال التوافق على مواجهة «تغير المناخ وآثاره» على كل أمور الحياة.

وتوقعت مصادر معنية لـ «الراي»، أن تضم القمة الرئاسية، التي تعقد على مدار يومين، غداً وبعد غد، نحو 100 من قادة العرب والعالم.

وتتضمن الفعاليات اجتماعات دولية، من بينها، مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ؛ مؤتمر أطراف بروتوكول كيوتو؛ مؤتمر أطراف اتفاق باريس؛ اجتماعات الهيئة الفرعية للتنفيذ؛ الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية، بالإضافة إلى عقد «موائد مستديرة»، تعنى بـ 6 قضايا رئيسية، وهي: التحولات العادلة؛ الأمن الغذائي؛ التمويل المبتكر للمناخ والتنمية؛ الاستثمار في مستقبل الطاقة؛ الأمن المائي وتغير المناخ واستدامة المجتمعات الضعيفة.

وتشهد الفعاليات، إقامة عدد من مبادرات الرئاسة المصرية، وتتضمن: الانتقال العادل للطاقة إلى أفريقيا؛ حياة كريمة لأفريقيا؛ تكيّف المرأة الأفريقية؛ مبادرة مخلفات أفريقيا؛ حلول مناخية للمحافظة على السلام؛ أصدقاء تخضير الموازنات الوطنية للدول الأفريقية والنامية؛ الانتقال المستدام للغذاء والزراعة؛ دعم الموارد المائية للتكيف والمرونة؛ دليل شرم الشيخ للتمويل العادل؛ النقل المستدام والتنقل الحضري؛ استدامة ومرونة المجتمعات الحضرية؛ شراكة شرم الشيخ للحلول المستدامة القائمة وتغير المناخ والغذاء.

كما تتضمن «أجندة الأيام المتخصصة»: «يوم التمويل؛ يوم العلم؛ يوم الشباب؛ يوم إزالة الكربون - 11 نوفمبر؛ يوم التكيف والزراعة؛ يوم النوع الاجتماعي؛ يوم المياه؛ يوم المجتمع المدني؛ يوم الطاقة؛ يوم التنوع البيولوجي ويوم الحلول».

وأعلن الموقع الرسمي للرئاسة المصرية لـ«كوب 27»، عن الإجراءات الواجب اتباعها عند اعتزام أي من المشاركين في القمة تنظيم تظاهرة، أو مسيرة مناخية، داخل المنطقة المخصصة.

وأشار إلى أن المنطقة المخصصة، تعمل من العاشرة صباحاً وحتى الخامسة بعد الظهر، على أن تكون الإفادة قبل 48 ساعة، بالغرض من المسيرة.

ولفت إلى أنه بالنسبة للمشاركين في ما يخص «المنطقة الخضراء»، سيتم فتحها للزائرين يومياً بين التاسعة صباحاً والثامنة مساء.

بدورها، أعلنت سكرتارية الأمم المتحدة عن «بث» الجزء رفيع المستوى لقادة العالم على الهواء مباشرة على الإنترنت.

وأفادت الهيئة العامة للاستعلامات، عن إقامة مركز صحافي عالمي، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة، لمساعدة الإعلاميين ومراسلي وكالات الأنباء والصحف والمواقع وقنوات التلفزيون، الذين سجلوا لتغطية المؤتمر، ومن بينهم 2800 صحافي ومراسل ومصور، يمثلون نحو 450 وسيلة إعلامية عالمية، إضافة إلى نحو 50 وسيلة إعلامية، يمثلها نحو 300 صحافي ومراسل من المكاتب الموجودة في مصر.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة والسكان، رفع حال الطوارئ في المستشفيات والمستشفى الميداني ووحدات العيادات المتنقلة وسيارات الإسعاف والأطقم الطبية، مع عدد من المعايير والتدابير الاحترازية المتعلقة بالصحة العامة، بالإضافة إلى تخصيص خطوط هاتف ساخنة، وتطعيم 8 آلاف من العاملين في فنادق شرم الشيخ، وتخصيص عيادة داخل كل فندق لإجراء تحليل «بي سي آر» السريع.

وقال وزير الخارجية ورئيس الجانب المصري في القمة سامح شكري، إن «مصر بصفتها رئيس مؤتمر الأطراف تفخر باستضافة قادة العالم، ومن يمثلون الأطراف والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والشركات والمجتمع العلمي والمجتمعات الأصلية والمحلية والمجتمع المدني، لتعزيز وتسريع تنفيذ العمل المناخي ومتابعته. ونأمل أن يوفر لنا الترحيب بالناس والجمال الطبيعي لشرم الشيخ، بعض الإلهام لاتخاذ الخطوات الهادفة اللازمة للغاية للقتال من أجل الناس والكوكب وإنقاذ الأرواح وسبل العيش».

واشار الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي، إلى أن «أنظار العالم بأسره تتجه إلى مصر، حين يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي القمة، بمشاركة قادة العالم ورؤساء الحكومات ولفيف من الشخصيات الدولية والخبراء، لمناقشة القضية المحورية، وهي تأثيرات تغيرات المناخ على العالم».

وأكد أن «مصر على أعتاب استضافة حدث تاريخي يشارك فيه المجتمع ألدولي بمكوناته المختلفة».

من ناحيتها، قالت وزير التضامن الاجتماعي نيفين القباج إن «قمة المناخ ستخرج بالصورة التي تليق باسم مصر وحجمها».

وشدد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، على أن «استضافة مصر لمؤتمر المناخ، ينبع من إيمانها بالعمل الإنساني المشترك، ويؤكد دورها المحوري في صنع السلام ودرء المفاسد العامة»، معتبراً أن«المشاركة غير المسبوقة في المؤتمر تبرهن على مكانتها الدولية وقدرتها على مواجهة التحديات الكبرى، حيث إن الأديان كلها تجمع على ضرورة التصدي لكل ما يسبّب الأذى للإنسان».