كان متذوقو الفن الموسيقي مساء أمس على موعد مع أمسية، نقلتهم وهم في ضيافة مركز اليرموك الثقافي، إلى «ليلة من التراث التركي»، قدمها الدكتور والموسيقي عازف آلة القانون بسام البلوشي بمرافقة فرقته الموسيقية، وسط حضور من متذوقي الموسيقى.
الأمسية التي امتدت طوال ستين دقيقة، أدفأها نغم وشجن وفائض المشاعر المنبعثة من الآلات الموسيقية، فأخذت الحاضرين إلى بلاد الأناضول، واستطاع من خلالها البلوشي أن ينسج بأوتاره ليلة ما بعدها ليلة، بدأها بعزف مقطوعة «سماعي كورد لوكسال»، ليحلّق عالياً كأن لا حدود له، ثم أتبعها بأخرى تحمل عنوان «ورود» التي نالت تصفيقاً حاراً، لتكون مقطوعة «دوي دوم كي» اختياره الثالث. بعد ذلك، أبدع في عزف مقطوعتي «فكري مين» و«الإيشارب الأحمر».
وبعد مرور ما يقارب نصف ساعة من الوقت عاشها الحضور بكل أحاسيسهم، قطف لهم البلوشي مقطوعة «حيدر حيدر»، قبل أن يقدم «أسكودار» و«اسطنبول» و«بيرفان»، ليكون الختام مع «حجاز منديرا».
«جمهور متعطش»
وعلى هامش الحفل، صرح البلوشي لـ«الراي» قائلاً: «هذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها أمسية موسيقية في (مركز اليرموك الثقافي) الذي أعتبره من أجمل الأماكن الحاضنة للفن والموسيقى، وفي حقيقة الأمر أنا سعيد جداً أنني في كل مرة أحظى بفرصة لقاء الجمهور المتذوق والمتعطش لسماع الموسيقى».
وأضاف «لا يسعني سوى توجيه شكري الجزيل إلى عضو ديوانية الموسيقى بـ(دار الآثار الإسلامية) ومسؤول الأنشطة الموسيقية بالمركز المهندس صباح الريّس على دعمه الكبير لكل الموسيقيين (فاتح لنا بيته والمسرح) ولكل من يريد أن يقدم عملاً موسيقياً. فعلياً، نحن بحاجة إلى هذا الدعم من شخصية موسيقية مهمة في الكويت».
يذكر أن البلوشي نشأ في بيئة موسيقية، وتعلم العزف على البيانو والعود والقانون منذ صغره، إذ ترك دراسة الطب في إحدى جامعات أيرلندا، وتخصص في الموسيقى بعد التحاقه بالمعهد العالي للفنون الموسيقية بالكويت.
كما أكمل بعد ذلك دراسته حاصلاً على درجة الماجستير بتقدير امتياز، متخصصاً في آلة القانون.
كما حصل على درجة الدكتوراه من القاهرة في العام 2011.