قضى جيرمي كوربن، عشرات الأعوام من عمره، في عضوية حزب العمّال البريطاني. وتزعّم الحزب في الفترة من سبتمبر 2015 إلى أبريل 2020.
كان «مناصراً» لحقوق الشعب الفلسطيني حيث كان «عضواً» في حملة التضامن مع فلسطين، ومنتقداً «العدوان الصهيوني على غزة وسياسة الفصل العنصري الذي يمارسها الصهاينة في فلسطين»، وعرف عنه بأنه يحارب التمييز العنصري أينما كان مصدره.
كما دعا جيرمي إلى إجراء تحقيق حول تأثير الكيان الصهيوني على السياسة البريطانية.
وكان لموقفه غير المسبوق والصادم للصهاينة في «دولة بلفور» صاحب الوعد المشؤوم الذي منح على أساسه الصهاينة أرض فلسطين، أن تحرّك الصهاينة المتنفّذون في بريطانيا لمواجهة زعيم الحزب جيرمي وقادوا حملة دعائية مغرضة متهمين إياه بمعاداة السامية، وهي التهمة المعلّبة التي دائماً ما يستحضرونها لمواجهة خصومهم الذين يفضحون جرائم الصهاينة في فلسطين.
وقد نجحوا في تلفيق هذه التهمة لجيرمي وتعاطف معهم كير ستارمر الذي تولى زعامة الحزب، واعتبر أن من أولوياته التصدّي لمعاداة السامية، متجاهلاً «جرائم التمييز العنصري»، وبادر بتعليق عضوية جيرمي ثم فصله من الحزب بعد أن رفض الاعتذار، معتبراً التهم الموجهة إليه باطلة، باعتبار أن تنديده بالسياسة العنصرية الصهيونية في فلسطين لا تخضع لمفهوم «معاداة الساميّة»، وأن التهم مبالغ فيها من قبل لجنة التحقيق الحزبية لأغراض سياسية من أجل الإطاحة به.
لا يزال كوربن محتفظاً بعضوية مجلس العموم البريطاني كنائب مستقل بعد فصله من الحزب بضغوط صهيونية خارجية وداخلية، أداتها ستارمر، المتهم من قبل المتعاطفين مع كوربن باتخاذ إجراءات تعسفيّة سريعة غير مسبوقة من أجل فصل الأخير.
قد تشعر بالذهول من تلك الإجراءات السريعة عندما تعلم أن زوجة ستارمر (الملحد) يهودية صهيونية من أصل بولندي وأبنائهما يهود، وقد اعتاد مع عائلته إحياء شعيرة عشاء ليلة الجمعة عند اليهود وحضور قداس كنيس لندن اليهودي!
ولعل ذلك يساعد في تفسير سرعة البت في فصل جيرمي من الحزب ومحاولة إنهاء حياته السياسية«إرضاء» للصهاينة.