اتهم الكرملين، مجدداً بريطانيا، بالوقوف وراء الانفجارات التي أحدثت أضراراً في خطّي أنابيب الغاز «نورد ستريم» 1 و2 في بحر البلطيق في سبتمبر الماضي، بينما اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بـ «الإضرار بالأمن الغذائي العالمي» بعد تعليقها تنفيذ اتفاق يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية.

وأفاد بيان للإليزيه، أمس، «ناقش الرئيسان مسألة تعليق روسيا تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر بحري. وندد رئيس البلاد بقرار روسيا الأحادي الذي يضر مجدداً بالأمن الغذائي العالمي».

في السياق، أبحرت ثلاث سفن شحن جديدة محملة حبوباً من موانئ أوكرانية صباح أمس متجهة إلى الممر الإنساني في البحر الأسود، على ما أفاد مركز التنسيق المشترك في اسطنبول.

وفي موسكو، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافة، أمس، «تملك أجهزتنا الاستخبارية أدلّة تشير إلى أنّ الهجوم (نورد ستريم) أشرف عليه ونسّقه خبراء عسكريون بريطانيون».

وأضاف «هناك أدلّة على أنّ بريطانيا متورّطة في تخريب وهجوم إرهابي ضد (هذه) البنى التحتية الحيوية للطاقة، هي ليست روسية ولكن دولية».

وأكد بيسكوف أنّه «لا يمكن ترك هذه الأعمال (من دون رد). سنفكّر في الإجراءات التي ستُتخذ»، شاجباً «الصمت غير المقبول للعواصم الأوروبية».

وسبق للجيش الروسي أن اتهم «خبراء بريطانيين»، السبت بالضلوع في عمليات التسرّب من «نورد ستريم»، وذلك بعد هجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية على الأسطول الروسي في البحر الأسود المتمركز في شبه جزيرة القرم.

وعزّزت عمليات التفتيش الأولية تحت الماء، الشكوك في شأن حدوث أعمال تخريب، ذلك أنّ انفجارات سبقت عمليات التسرّب.

من ناحية ثانية، عادت المياه والكهرباء صباح أمس إلى كل مناطق العاصمة الأوكرانية، غداة قصف روسي استهدف البنى التحتية الأساسية وتسبب بانقطاعات على نطاق واسع.

وكثفت روسيا، منذ أكتوبر، ضرباتها بواسطة المسيرات والصواريخ مستهدفة شبكات المياه ومنشآت الطاقة، ما دفع كييف إلى فرض تقنين في بعض المناطق وأثار مخاوف من شتاء صعب أمام الأوكرانيين.

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر «تلغرام»، إن التغذية بالمياه والكهرباء «عادت بالكامل»، بعدما حُرم 80 في المئة تقريباً من سكان المدينة من المياه وانقطعت الكهرباء عن 350 ألف منزل جراء ضربات الاثنين.

لكن كليتشكو أشار إلى ان انقطاعاً مبرمجاً للكهرباء سيستمر في العاصمة «بسبب الخلل الكبير في نظام الكهرباء بعد الهجمات الوحشية للمعتدي» فيما دوت صفارات الدفاعات الجوية مجدداً صباح أمس في المدينة.

وأفاد الجيش الأوكراني بأن روسيا أطلقت الاثنين 55 صاروخ كروز «اس-300» ومسيرات قتالية في إطار سلسلة ضربات استهدفت في الغالب منشآت للطاقة.

وأشاد مستشار الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش، أمس، بتحسن الدفاعات الجوية، معتبراً أنه بفضلها «الدمار اللاحق ليس بالحجم الذي يفترض أن يكون».

ودمرت الضربات الروسية الشهر الماضي نحو ثلث قدرات الكهرباء مع اقتراب موسم الشتاء، على ما أفادت كييف التي تواصل حث المواطنين على خفض استهلاكهم للطاقة قدر الامكان.

واتهم الجيش الروسي، من جانبه، أوكرانيا بإطلاق «أكثر من 20 قذيفة» على محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الأكبر في أوروبا، وعلى مدينة إنرغودار المجاورة.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، إنه يتعين طرد روسيا من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، وأكد ضرورة إلغاء دعوة الرئيس فلاديمير بوتين للمشاركة في القمة المقررة في بالي الشهر المقبل.

وكتب أوليغ نيكولينكو على «تويتر»، أمس، «لقد اعترف بوتين علنا بإصدار أوامر بشن ضربات صاروخية على المدنيين والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا».

وأضاف «نظراً لأن يده ملطخة بالدماء، يجب ألا يُسمح له بالجلوس على الطاولة مع زعماء العالم. يجب إلغاء دعوة بوتين لحضور قمة بالي، وطرد روسيا من مجموعة العشرين».

خيرسون

وفي خيرسون جنوب أوكرانيا، أعلنت السلطات الروسية الحاكمة، إجلاء جديداً لسكان هذه المدينة حيث تستعد قوات موسكو لهجوم أوكراني مرتقب.

وبعد إجلاء نحو 70 ألف شخص من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو الأسبوع الماضي، بدأ المسؤولون الموالون لروسيا أمس، نقل آلاف السكان الإضافيين.

وقال الحاكم المعيَّن في خيرسون من قبل موسكو فلاديمير سالدو «سنقوم بنقل ما يصل إلى 70 ألف شخص» موجودين حالياً في قطاع بعمق 15 كيلومتراً إلى الشرق على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو.

واستنكرت أوكرانيا عمليات نقل السكان معتبرة بأنها «عمليات ترحيل».

وأكد سالدو أنّ عمليات الإجلاء الجديدة قد تمّ البت فيها في مواجهة خطر «هجوم صاروخي محتمل» على سدّ يقع على النهر، سيؤدّي تدميره إلى «فيضان الضفّة اليسرى».

وكان سالدو أعلن مساء الاثنين أنّ إخلاء هذا القطاع الذي يبلغ عمقه 15 كيلومتراً سيسمح أيضاً للجيش الروسي بإقامة «دفاع في العمق لصدّ الهجوم الأوكراني»، ما يدلّ إلى أن الروس يأخذون في الاعتبار إمكان عبور قوات كييف لنهر دنيبرو.

وعلى جبهة أخرى، تحدثت الرئاسة الأوكرانية عن هجمات بطائرات مسيرة في منطقتي بولتافا ودنيبروبتروفسك (وسط)، وبالصواريخ على مواقع أخرى.

وفي فيينا، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الاثنين، أنها بدأت عمليات تفتيش في أوكرانيا، بعدما اتّهمها بوتين بطمس أدلة على تطويرها «قنبلة قذرة».

وذكرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة ومقرّها فيينا، في بيان، إن مفتّشيها «بدأوا وسينهون قريباً، التحقق من أنشطة موقعين في أوكرانيا».

وقال المدير العام للوكالة رافايل غروسي إنه سيقدم لاحقاً هذا الأسبوع «استنتاجاته الأولية من أنشطة التحقق الأخيرة في الموقعين»، وفق البيان.

وتأتي عمليات التفتيش بعدما طلبت الحكومة الأوكرانية خطياً من الوكالة الذرية إرسال فرق تفتيش إلى الموقعين.

وتّتهم روسيا أوكرانيا بالتحضير لاستخدام «قنابل قذرة» ضد قواتها، لكن كييف تشتبه بأن موسكو قد تبادر لهذه الخطوة في محاولة لتبرير لجوئها لاحقاً إلى أسلحة نووية بعدما تكبّدت أخيراً خسائر في شرق أوكرانيا وجنوبها.

والأسبوع الماضي أعلنت الوكالة أنها فتّشت أحد الموقعَين «قبل شهر»، مشدّدة على أنّه «لم يُعثَر على أيّ نشاط نووي غير معلن».

وتتكون القنبلة الإشعاعيّة أو «القنبلة القذرة» من متفجّرات تقليديّة محاطة بمواد مشعّة معدّة للانتشار في الهواء وقت الانفجار.

وكان بوتين دعا الوكالة الخميس الماضي لإرسال بعثة إلى أوكرانيا «في أسرع وقت ممكن».

وفي برلين، رفض المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين اتّهامات روسيا لأوكرانيا بالتحضير لاستخدام «قنبلة قذرة».

وجاء في بيان أصدرته المستشارية عقب محادثات هاتفية أجراها المستشار مع الرئيس الأوكراني أن شولتس يشاطر فولوديمير زيلينسكي الرأي بأن عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الذرية ستدحض كل الشكوك.

إلى ذلك، جدد المستشار التأكيد على أن بلاده عازمة على دعم كييف سياسيا وماليا وإنسانيا وكذلك في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، لا سيما من خلال إمدادها بالأسلحة.

روسيا بدأت مبادلة إمدادات من المنتجات النفطية مع إيران

موسكو - رويترز - نقلت «وكالة إنترفاكس للأنباء» عن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، أن روسيا بدأت في تسليم منتجات نفطية لإيران في إطار اتفاق مبادلة.

وقال نوفاك، الذي يدير ديبلوماسية الطاقة الروسية، إن قائمة المنتجات التي سيتم تضمينها في الاتفاقية سيتم توسيعها في المستقبل القريب.