كرمت مبادرة «يوم الوفاء»، التي أطلقتها الشيخة الدكتورة سعاد الصباح لتكريم المثقفين والمبدعين العرب وهم على قيد الحياة، اليوم الثلاثاء، المفكر والأديب الليبي إبراهيم الكوني لاسهاماته الثقافية والفكرية والأدبية.
جاء ذلك في احتفالية نظمتها مبادرة «يوم الوفاء» بالعاصمة السويسرية برن على مدى يومين وشارك فيها كل من الشيخة شيماء الصباح نيابة عن الشيخة سعاد الصباح وسفير الكويت لدى الاتحاد السويسري يعقوب السند ومندوب الكويت لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف ناصر الهين اضافة الى عدد المفكرين والادباء العرب والاجانب.
وقالت الشيخة الدكتورة سعاد الصباح، في كلمة القاها نيابة عنها منسق الاحتفالية جمال العرباوي، ان «مبادرة يوم الوفاء هو لمن يستحقون الوفاء السائرون على درب العطاء»، مشيدة بإسهامات المفكر والاديب الليبي إبراهيم الكوني على المستوى العربي والعالمي.
وأضافت أن «الكوني فرض حضوره عاليما كقامة إبداعية اذ استثمره إبداعه الفكري والأدبي بتأليف نحو مئة كتاب لاقت صدى عالميا واسعا».
وأوضحت أن «اطلاق مبادرة يوم الوفاء قبل اكثر من ثلاثة عقود كانت لترسيخ أثر الكلمة وتقديرِ الساهرين على تلوين إبداعاتها عبر تكريم الرواد من المبدعين في الوطن العربيِ في حياتهم وهم الذين أفنوا أعمارهم في العطاء والعلم والإبداع».
وأعربت عن أملها أن «يفضي هذا التكريم إلى التفات وطننا العربي إلى أبنائه المبدعين واحتضانهم والإفادة من إبداعاتهم».
من جانبه، قال الأديب الكوني في كلمة مقتضبة خلال الاحتفالية «لا املك في هذه الوقفة الا ان اعبر عن امتناني للمبدعة الكبيرة والمربية الحكيمة الشيخة الدكتورة سعاد الصباح على مبادرتها الكريمة»، معرباً عن امله ان «يكون اهلا لهذا التكريم».
من جهته، أشاد سفير الكويت لدى الاتحاد السويسري يعقوب السند في كلمة مماثلة بالجهود التي تبذلها الشيخة الدكتور سعاد الصباح عبر مبادرة يوم الوفاء في دعم الثقافة العربية وتكريمها للرواد والمبدعين العرب.
وقال السفير السند في تصريح وكالة الانباء الكويتية (كونا) إن «اختيار العاصمة السويسرية برن لتكريم منارة ثقافية بحجم إبراهيم الكوني يواكب حب هذه المدينة الهادئة للثقافة والادب وانفتاحها على مختلف الثقافات».
وأضاف ان «الحضور الواضح من كبار المهتمين بالادب والثقافة لهذه الاحتفالية يعكس الاهتمام السويسري بالثقافة العربية والرغبة في تعزيز العلاقات بين الكويت وسويسرا في المجالات الثقافية».
وبين أن أن حرص نخبة من المثقفين والمفكرين العرب والاجانب ولاسيما المثقفون السويسريون على حضور هذه الفعالية إضافة تحسب للديبلوماسية الكويتية التي تحرص على بناء جسور التواصل عبر قنوات الثقافة كلغة مشتركة بين الشعوب.
وفي السياق ذاته، قال مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف ناصر الهين إن «الدكتورة سعاد الصباح دائما سباقة في تكريم المبدعين العرب».
وأضاف الهين أن «هذا ليس غريبا على الشيخة سعاد الصباح وهي التي دأبت على الاهتمام بالثقافة والآداب والفكر ليس فقط عبر تكريم المبدعين بل وأيضا من خلال تشجيع المتميزين في هذه المجالات».
وأكد الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية في البلاد وعلى رأسها سمو امير البلاد الشيخ نواف الأحمد ووليه عهده الامين الشيخ مشعل الأحمد للثقافة والادب والعلم، مشيرا في الوقت ذاته الى جهود الدكتورة سعاد الصباح وعطائها المتواصل وبصماتها الواضحة في الثقافة العربية ومجالاتها المختلفة.
يذكر ان الاديب والمفكر العربي والعالمي إبراهيم الكوني ولد في ليبيا في عام 1948 ودرس في روسيا الادب المقارن لينتقل بعد ذلك الى عدد من الدول الأوروبية الى ان استقر في سويسرا اذ احترف الصحافة وكتابة الروايات والدراسات الأدبية والتي بلغت في مجملها زهاء مئة كتاب.