غادرت 12 سفينة محملة بكميات قياسية من المنتجات الزراعية، موانئ أوكرانية، أمس، رغم أن روسيا تخلت عن اتفاق تدعمه الأمم المتحدة لضمان تدفق الصادرات من منطقة الصراع، ما يشير إلى أن موسكو لم تصل حتى الآن إلى حد فرض حصار ربما يهدد بتفاقم الجوع في العالم.

ويشير استئناف الصادرات الغذائية من الموانئ الأوكرانية إلى تفادي أحد السيناريوهات المثيرة للقلق عالمياً على الأقل في الوقت الراهن.

وأكدت كييف، أن 12 سفينة أبحرت من موانئها. وحملت السفن ما يصل مجموعه إلى 354500 طن من الحبوب، وهي كمية تزيد بكثير من المعتاد في يوم واحد، ما يشير إلى أنه تم تحميل الشحنات المتراكمة بعد توقف الصادرات، الأحد.

ودفعت أنباء انسحاب موسكو من الاتفاق أسعار القمح العالمية للارتفاع بأكثر من خمسة في المئة صباح أمس.

وأعلنت موسكو أنها اضطرت للانسحاب من اتفاق الشحن بعد أن ألقت باللوم على كييف في تفجيرات ألحقت أضراراً بسفن تابعة للبحرية الروسية في القرم يوم السبت.

وحذر الكرملين أمس، من أنه سيكون من «الخطير» و«الصعب» الاستمرار في تنفيذ الاتفاق من دون موسكو.

وقال الناطق دميتري بيسكوف «في ظل الظروف التي تتحدث فيها روسيا عن استحالة ضمان سلامة الملاحة في هذه المناطق، يصعب تطبيق مثل هذا الاتفاق. وتسلك الأمور طريقاً مختلفاً، أكثر خطورة».

ومن بين السفن التي أبحرت أمس، سفينة يستأجرها برنامج الأغذية العالمي لنقل 40 ألف طن من الحبوب إلى أفريقيا التي تعاني من موجة جفاف.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس، إن تركيا «عازمة على مواصلة الجهود» والدفاع عن الاتفاق حول صادرات الحبوب الأوكرانية «رغم التردد الروسي».

وأضاف أردوغان، أحد رعاة الاتفاق الذي وقع في 19 يوليو في اسطنبول «مع أن روسيا تبدي ترددها لأنها لا تحصل على التسهيلات نفسها (مثل أوكرانيا)، نحن عازمون على مواصلة الجهود خدمة للبشرية».

ميدانياً، شُنّ «هجوم مكثّف» روسي صباح أمس على منشآت الطاقة في مناطق أوكرانية، تاركاً أجزاء من كييف من دون كهرباء وماء.

وقال مستشار الرئاسة كيريلو تيموتشنكو «الإرهابيون الروس شنّوا مجدداّ هجوماً كثيفاً على منشآت الطاقة في عدد من المناطق. أسقطت الدفاعات الجوية بعض الصواريخ فيما أصاب البعض الآخر الهدف».

وصرّح رئيس الحكومة دنيس شميغال بأنّ «مئات البلدات» محرومة من الكهرباء في سبع مناطق.

وبحسب الجيش، فقد «أُطلق أكثر من خمسين صاروخ كروز» على أوكرانيا «باستخدام الطائرات»، من شمال بحر قزوين ومنطقة روستوف الروسية.

كذلك، أعلنت مولدافيا أنّ بقايا صاروخ روسي أسقطته قوات كييف سقطت أمس، على قرية مولدوفية عند الحدود مع أوكرانيا.

وأشار رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتسشكو عبر «تلغرام»، «جراء الأضرار اللاحقة بمنشأة للطاقة قرب كييف انقطعت المياه عن 80 في المئة من المستهلكين في العاصمة» بعد الضربات الروسية، مضيفاّ أنّ «350 ألف منزل في كييف من دون تيار كهربائي».