أعلنت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الهجوم المنسوب لإسرائيل، على مواقع عسكرية في دمشق ومحيطها، الجمعة الماضي، استهدف تدمير منشأة، تُستخدم لتجميع أجزاء المُسيّرات الإيرانية.

وأوضحت أن تلك الأجزاء تُصنع في إيران وتُرسل إلى سورية، حيث يتم تجميعها وبناء المُسيرات في منشأة بمطار الديماس، في محيط دمشق، مضيفة أن هذا الموقع تعرض للدمار.

وكانت معلومات أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أكدت أن الموقع الذي طاوله الهجوم الإسرائيلي، الجمعة، يحتوي على معدات وأنظمة لوجستية عسكرية، وأنه مخصص لتجميع أجزاء الطائرات المُسيرة الإيرانية.

وبحسب الصحيفة تسبب الهجوم الذي يعد الأول من نوعه منذ هجوم نفذته إسرائيل في 17 سبتمبر الماضي، في تدمير مسارات إقلاع الطائرات وأحد الرادارات العسكرية، وأدى لمقتل 5 ضباط، وخلف أضراراً مادية كبيرة.

وتساءلت وسائل إعلام عبرية في الأيام الأخيرة عن أسباب توقف إسرائيل عن شن هجمات ضد أهداف إيرانية في سورية، حيث اعتبرت أن أحد الأسباب يتعلق بتراجع عمليات تهريب السلاح الإيراني إلى الأراضي السورية، ومنها إلى «حزب الله» في لبنان.

ولم يستبعد مراقبون إسرائيليون وجود تأثير للحرب الروسية - الأوكرانية على العمليات التي تشنها إسرائيل في سورية، عقب تأثر منظومة التنسيق العسكري بينها وبين القوات الروسية هناك.

وبحسب التقارير الإسرائيلية، سحبت روسيا العديد من الجنود من سورية ونقلتهم إلى مناطق تحت السيطرة الروسية في أوكرانيا، إضافة إلى سحب بطاريات نظام الدفاع الجوي من طراز «S300»، بغية استغلالها في الحرب الروسية - الأوكرانية.

وكان مارس الماضي شهد معلومات عن استهداف إسرائيل لقاعدة طائرات مُسيّرة داخل إيران، تسبب في تدمير عشرات الطائرات داخل مستودع ضخم، وسط تقديرات بأن المنفذين من إيران نفسها.

وأدت المُسيّرات الإيرانية التي تستخدمها القوات الروسية في عملياتها داخل أوكرانيا إلى مخاوف إسرائيلية، حيث رأى مراقبون هناك أن ثمة احتمالاً لوصول تلك التكنولوجيا إلى «حزب الله»، وأن تل أبيب قد تكون الهدف التالي لتلك التكنولوجيا.

وطلب مسؤولون في كييف من تل أبيب تزويدهم بمعلومات استخبارية مفصلة حول المُسيّرات التي باعتها إيران لروسيا.

ويجري الحديث عن مُسيرات إيرانية من طراز «مهاجر - 6»، و«شاهد - 136»، وهي طائرات تُطلَق بهدف إصابة الهدف وتدميره من دون الحاجة لاستعادتها.

وتعد الطائرة الإيرانية الانتحارية «شاهد - 136» من بين الطُرز الأحدث للأسلحة الجوالة، وهي طائرة صغيرة يمكنها حمل شحنة متفجرة كبيرة نسبياً، كما أنها ذات مدى تحليق متوسط، ويمكن إرسال سرب من هذه المُسيرات الانتحارية بشكل متزامن، لزيادة الآثار التدميرية.