لاستقرار البيت وقوته، هل هناك أهم أو أقدر أو أجمل من الأب «الحازم»... «الرقيق القلب» في ذات الوقت؟ حازم يهابونه، ومحبٌ رقيق القلب لا يخافون ظلمه؟ هل هناك بيوت هذه صفات أربابها ولا تكون بيوتاً آمنة مستقرة؟
دموع «القوي الأمين» التي غلبت صاحبها وأفلتت من مقلتيه وهو يدعو ربه لأخيه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، ثم يختتم بآية كريمة من كتاب الله... «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب»... هذه الدموع الغالية في نهاية هذه الكلمة غير المسبوقة في تاريخ الكويت قد غسلت قلوبنا المتعبة، وطهرت جراحنا النازفة، ورطبت جفاف تفاؤلنا، وسقت مشاعرنا البور... فصارت خصباً يتهيأ لنماء قادم جميل.
شكراً... سمو نائب الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح على هذا الخطاب التاريخي المكمل للخطاب التاريخي السابق، شكراً سمو نائب الأمير لكل هذا الأمل الذي تزرعه في قلوبنا يوماً بعد يوم، وتنقلنا عبره من أقصى درجات التشاؤم إلى أعلى درجات التفاؤل بكل ما تفعل وكل ما تقول... وهل هناك قول بعد قولكم أمس؟ أو خطاب بعد هذا الخطاب الأهم في تاريخنا... إنه خطاب «وثيقة العهد» الذي وضع كل الأسس والمعايير التي ستنقلنا إلى بر الأمان والاطمئنان.
بوركت يا والدنا - سمو الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله ورعاه -، وبوركت كلماتك وجهودك التي رسمت لنا كمواطنين الطريق، كما رسمته للسلطتين التشريعية والتنفيذية... حفظك الله وحفظ الكويت وشعبها وأميرها الغالي من كل مكروه.