جاؤوا من بلاد الأندلس... عزفاً ورقصاً وغناءً!

هكذا كانت أجواء ليلة الخميس الماضي، مليئة بالبهجة والفرح والسعادة، فوق خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، التي احتضنت احتفال مملكة إسبانيا بعيدها الوطني، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبحضور مدير إدارة العلاقات الثقافية الخارجية في المجلس محمد بن رضا والسفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو إغيلار، إلى جانب جمهور غفير من مختلف الجنسيات غصّت بهم قاعة المسرح، حيث اضطروا إلى افتراش الأرض والجلوس على السلالم أيضاً، وذلك بعد أن امتلأت الكراسي جميعها... فقط ليعيشوا ويستمتعوا بليلة فنية ذات طابع مميز.

الحفل، أحيته فرقة «Flamenco Arsa y Toma» التي تتألف من عازف آلة «الغيتار» سالفي المتحدر من مدينة كاديز والراقصة المحترفة ييزا ديلوس موروس المتحدرة من منطقة برشلونة، وبمشاركة ثنائية كويتية تتألف من عازف آلة «الغيتار» حسن جمعة وعازف إيقاع «الكاخون» عبدالرحمن عيسى، حيث شارك الأخيران في أغنيتين، إحداهما بعنوان «Entrada entre Bahrein».

الفرقة الإسبانية قدمت طوال 90 دقيقة ما يقارب الـ10 أعمال فنية، امتزجت في مضمونها بين الغناء باللغة الإسبانية، إلى جانب فن الـ «Flamenco» الذي يعتبر موسيقى ورقص غجر إسبانيا «الخيتانوس» وهو أحد أنواع الموسيقى التي تقوم على أساس الموسيقى والرقص في آن واحد، إلى جانب العزف على أشهر آلة في إسبانيا وهي «الغيتار» وإيقاع «الكاخون».

وما بين الأغنية والأخرى، وهذه الرقصة والتي تليها، كان الجمهور منسجماً إلى أقصى درجة على الرغم من أن بعضاً منهم لا يتقن اللغة الإسبانية وقد لا يفهمها حتى، لكن كما هو متعارف عليه، بأن الفن لا لغة له وحدوده مفتوحة تخترق قلوب الجميع وهو ما حصل فعلياً، إذ كانوا لاشعورياً وفور انتهاء كل أغنية يصفقون بحرارة وفي أعينهم ذلك البريق والشغف، تقديراً منهم للفن الذي سمعوه وشاهدوه.

ولأن الليلة كانت مميزة، قدمت الفرقة مجموعة متنوعة من الأغاني والتي على نغهما رقصت ييزا، ومنها أغنية «Entre dos Agua» و«Granada»، أما في الختام فاختارت الفرقة تقديم واحدة من أشهر أغاني الفرقة العالمية «Gipsy Kings» التي تحمل عنوان «Bamboleo».

ميغيل مورو إغيلار لـ«الراي»: نقلنا جزءاً من ثقافتنا عبر الفنون إلى الكويت

على هامش الحفل، صرح السفير الاسباني لـ«الراي»، قائلاً: «سعيد جداً بنجاح هذه الليلة التي جاءت احتفالاً بالعيد الوطني لبلادنا بالتعاون مع المجلس الوطني الذي قدم لنا كل سبل التعاون، جميل جداً أن نلتقي مع المجتمع الكويتي في مثل هذا اليوم الرائع، فعلاً لقد قضينا أوقاتاً جميلة جداً، والفرقة قدمت عرضاً رائعاً نقل ثقافة من ثقافات إسبانيا، إذ يهمنا كثيراً مشاركة فنوننا وثقافاتنا مع المجتمع العربي».

وأضاف «أود توجيه جزيل الشكر إلى العازفين حسن جمعة وعبدالرحمن عيسى على انضمامهما للحفل. لقد استطعنا إسعاد كل الحاضرين من الجمهور، وسعادتي أكبر لأننا نقلنا جزءاً من الثقافة الإسبانية عبر الفنون إلى الكويت الذي تفاعل معها».