حاصر الجيش الإسرائيلي، أمس، نابلس شمال الضفة الغربية وفرض عليها إغلاقاً كاملاً، غداة مقتل أحد جنوده بإطلاق نار، في وقت اندلعت فيه توترات جديدة في مناطق مختلفة من الضفة ومخيم شعفاط خلال الساعات الماضية.
وأغلق الجيش في نابلس مداخل المدينة بحواجز عسكرية وسواتر ترابية، ومنع دخول وخروج المركبات والمواطنين بالكامل، فيما ذكر شهود أن أزمة مرورية خانقة شهدتها كل مداخل المدينة، خصوصاً أن الإغلاق تزامن مع خروج المواطنين إلى أعمالهم.
وعم إضراب شامل نابلس والقدس ومحافظات الضفة، التزاماً بقرار العصيان المدني الذي أصدره أهالي مخيم شعفاط، رفضاً للحصار المفروض على المخيم لليوم الخامس على التوالي.
وتعطلت الدراسة في مختلف الجامعات في الضفة، فيما علّقت نقابة المحامين العمل أمام كل المحاكم، احتجاجاً على ممارسات الجيش الإسرائيلي وتدابيره القمعية، وإسناداً لمخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال شرقي القدس، اللذين أعلنا العصيان المدني الشامل في مواجهة العقاب الجماعي والحصار، الذي يفرضه عليهما.
وفي القدس، أغلق شبان شوارع بعض الأحياء والبلدات، والتزم الطلبة والعمال والموظفون بعدم الذهاب إلى المدارس والأعمال.
وامتد الإضراب التجاري والتعليمي الشامل، إلى كل أنحاء المدينة، حيث تعطلت المدارس، وأغلقت المحلات التجارية أبوابها كذلك، وبدت شوارع المدينة شبه خالية.
وكان أهالي مخيم شعفاط وبلدة عناتا المحتلة، أعلنوا ليل الثلاثاء - الأربعاء، العصيان المدني المفتوح في المخيم والبلدة ضد إسرائيل، بما يشمل إغلاق المدارس، والمحال التجارية، ومنع السير بالمركبات بعد الساعة العاشرة مساءً إلا للحالات الضرورية، وعدم خروج العمال للعمل، ودعوة مدارس القدس للمشاركة بالإضراب والإغلاق.
وأكد أهالي المخيم أن هذا العصيان والإضراب سيكون مستمراً حتى فك الحصار وعودة الحياة إلى طبيعته
وأول من أمس، أعلن الجيش مقتل أحد جنوده بإطلاق نار قرب مستوطنة شمال الضفة، أعلنت مجموعة «عرين الأسود» الفلسطينية مسؤوليتها عن العملية، وشهد محيط نابلس، توتراً كبيراً جراء إغلاق مستوطنين طرقات ورشق مركبات فلسطينية بالحجارة.
و«عرين الأسود» مجموعة مسلحة تتخذ من نابلس مقراً لها، ينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية، وسبق للجيش الإسرائيلي أن قتل عدداً منهم.