يبدو الاستقراء الأول للمشهد السياسي أنه أصبح في عهد معاليك - بالنسبة لي على الأقل - أن هناك مسارين للوصول إليك، الأول هو مجلس الأمة، والتي أولويات أعضاءه مهمة لأناس مشتبكين في الشأن السياسي وأدواته، ولكنها مختلفة عن أولويات المواطنين والتي هي أيضاً مهمة، ولن نبالغ إذا قلنا إنها...أهم.

وأولويات المواطنين الذين يعيشون في «اليومي وعلى الأرض» والتي في عهد معاليك أصبحت أيضاً تصل وتُسمع وتنُاقش ويُوضع من أجلها اللجان والحلول وفرق العمل، أعطت الناس أملاً كبيراً في قيادة الحكومة.

المسار الأول، يعتقد أن أولويات المواطنين تتمثل في قانون المسيء، ووضع بدلات لموظفين دون موظفين، وقانون العفو الشامل، وتصفية حسابات مع أعداء سياسيين... وتتحاور الحكومة حول زيادة رواتب المتقاعدين.

أما المسار الثاني، - ولأن من صفاتك الانصات - فسوف أرسلها لمعاليك بأصواتهم وأمنياتهم وتطلعاتهم، وترقبهم وأملهم وندائهم ودعائهم على النحو التالي وكما قيلت:

- «ياجماعه نبي اشياء تهم المواطن القروض وكبح جماح الأسعار والرقابة الصارمة، الشوارع اللي كسرت سياراتنا، البصمة المرنة، وزحمة الشوارع، أهم من كل اللي انذكر كأولوية...».

- «اخواني... تلفتوا نحوكم، شوفوا المشاكل بشكل عام بالديرة، تفكك الأسر، نسبة الطلاق، انحراف الشباب، سلوكهم، تعاطي المخدرات، وتجي تقولي حنا بخير ونعمة، ألف الحمد لله، بس ارجوكم تنظرون صح، الإنسان الخير الله يرزقه، والظالم الله يبتليه بكل ما يملك. ارحموا الناس الله يرحمكم».

- «نبي سكن لعيالنا، ذبحتنا الإجارات، الحياة أصبحت صعبة جداً، طمع وجشع، نبي نزوج عيالنا، ماكو سكن، ياريت تحلون الأمر هذا الواحد يصير عمره 50 يطلع له بيت شيبي فيه، هم وغم والقروض دمرتنا ياريت تفرحونا قبل لانموت».

- «ان الاصلاح الاقتصادي يجب أن تكون القضية الاساسية ومن الأولويات لأنها حل مشاكل الكويت المتمثلة بالتضخم والتركيبة السكانية، وحل مشاكل البطالة وتقليل الدعم الحكومي واستبدال العمالة الهامشية بالتكنولوجيا».

- «نتمنى حل قضية القروض، وفواتير الكهرباء من أساسه حلاً جذرياً مقابل غلاء المعيشة 120 ديناراً لمن رواتبهم اقل من 1500وما تكفي بعد دفع الاقساط ومعاش الخدامة ومصاريف الأولاد والمدارس وقسط سيارة وجمعية لا يقل عن 300 دينار كل شيء زاد الا الراتب».

- «كلها حلول ترقيعية دام في مشكلة اسكان وصحة وتعليم لأن هالثلاث ازمات تاكل 70في المئة من رواتب الموظفين، يليت تنظر الحكومة للأمور اللي تستنزف جيوب المواطنين وتحلها».

- «وذوي الإعاقة من أم كويتية، القانون لم ينصفها وأسقط حقها في التقاعد لرعاية ابنها المعاق حتى في اللجان المقترحة ما في لجنة إعاقة، والمجلس السابق محد تقدم إلى لجنة الاعاقة فضمت إلى الصحة، وحق الكويتية في التقاعد من وين تاخذها ومن درى عنها»!

في النهاية، اسأل لمعاليك التوفيق والسداد والنجاح في إرساء نهج العهد الجديد، والذي يتكلم ويستمع للشعب، ويجلس بجانبهم على الكراسي البلاستيكية البيضاء، وفي الوقت نفسه يتعامل بحكمة مع الأعضاء الجالسين على الكراسي المبطنة الخضراء.

وكما أدعو لك بالبركة في خطك ومسارك وتقاطعاتك مع المسارين، مسار مجلس الأمة بأولوياته، ومسار الشعب بتطلعاته... شعب الكويت الوفي الأصيل. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

Moh1alatwan@