مع تكبيد القوات الروسية خسائر كبيرة في الفترة الماضي، ظهر اسم القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوغني، الذي ساهم في تحقيق مكاسب ميدانية في الحرب، ووصفته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، بأنه «الجنرال الحديدي»، الذي يقف في وجه الروس.
وذكرت الصحيفة في تقرير أن زالوغني كان مدبر الدفاع عن كييف، التي تعرضت لهجوم كبير منذ بدء الحرب التي شنتها روسيا، في فبراير 2022.
وأضافت أنه مخطط انتصارات القوات الأوكرانية في خاركيف وليمان وخيرسون، مشيرة إلى أن زالوغني الذي عيّنه الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي في العام 2021، قريب من رجاله، ويترك لهم استقلالاً كبيراً، على عكس ما يفعله الجيش الروسي.
وقال يوهان ميشيل، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن زالوغني، (49 عاماً)، ليس من النوع الذي يقدم نفسه على الآخرين، ولكن وظيفته تفرض عليه تنسيق جميع العمليات.
لم يتعلم الجنرال زالوغني في المدارس السوفياتية، لكن بحسب «لوفيغارو»، استمد طريقته من تجربته العسكرية، خصوصاً ما أنجزه من إصلاح للجيش الأوكراني، الذي واكب تطوره منذ حرب دونباس العام 2014، كما أن الجنرال يتخذ من جيوش دول «الناتو» نموذجه.
وتبوأ الجنرال مناصب قيادية عدة، وكانت كييف، أرسلته في عام 2014 لقيادة الجبهة الشرقية ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا، حيث قاتل بالقرب من دبالتسيف، موقع هزيمة أوكرانيا المدوية.
يقول زالوغني عن تلك الهزيمة، «لحظة ستبقى محفورة في ذاكرتي، المعارك الأولى، الخسائر الأولى، ثم تغير موقفي تجاه الجندي تماماً».
ومع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا تضاعف دور زالوغني، الذي قال إنه ينظر إلى «الرقباء الجدد كمساعدين حقيقيين لا كباش فداء، خلافاً للجيش الروسي»، وقد استطاعت قواته، رغم تشكيك العديد من الخبراء والمستشارين، أن «تقاوم وتضايق مؤخرة العدو وصدّه في النهاية».
وأضافت الصحيفة أن زالوغني الصامد في وجه الروس، يحض ضباطه على استخدام كل الوسائل من أجل الحفاظ على حياة وصحة جنودهم، مشيرة إلى أنه أشاد بأداء مقاتلي الجيش الأوكراني في الانتصارات التي حققوها في خاركيف، وأكد أن الأبطال الحقيقيين هم «خطوط الجنود الأمامية».