يد تزرع وأخرى تنزع...

هذا ما يحدث في محمية اللياح، التي تعرضت لانتهاك من قبل أحد ملاك الإبل، لقيامه باختراق حاجز المحمية التابعة للجنة متابعة القرارات الأمنية في مجلس الوزراء، والتي يشرف عليها معهد الكويت للأبحاث العلمية للرعي الجائر غير آبه بالقوانين التي تمنع الرعي في هذا المكان.

ويبذل معهد الأبحاث العلمية لمكافحة التصحر وإعادة تأهيل المواقع المتدهورة جهوداً كبيرة لتحويل المحمية البالغ مساحتها 200 كيلومتر مربع إلى حديقة صحراوية من خلال زراعة شتلات من أشجار الصفصاف، كون هذه الشجرة محلية وناجحة وغير طاردة للطيور ولقدرتها على التحمل لحرارة الشمس وشح المياه في المحمية، مع إيجاد طرق لري الأشجار بواسطة مياه الآبار المستخرجة من باطن الأرض وتجميعها.

تهديد كيان التربة

وعبّر أحد المهتمين في البيئة عن انز عاجه من الانتهاكات المتكررة على المحميات من قبل بعض المخالفين الذين لا يلتزمون بتطبيق القوانين ويفضلون مصالحهم الضيقة على المصلحة الوطنية، مشيراً إلى أن الإبل التهمت المزروعات التي تتواجد في المحمية وهذا أمر خطير ويهدد كيان التربة ويجعلها مُفكّكة وتثير الغبار.

وأشار إلى أن جهوداً كبيرة تمت بزراعة النباتات الصحراوية مثل العوسج في مناطق الدراكيل، بهدف إعادتها إلى طبيعتها الأولى وإعادة الحياة الفطرية فيها، بعد دمار بيئي لحقها خلال 30 عاماً من الدراكيل لتأتي عملية الرعي الجائر في تدمير الطبيعة والنباتات.

ودعا إلى تشديد الرقابة وتغليظ المخالفات على المتجاوزين على المحميات والساعين إلى القضاء على النباتات البرية، ومنها تشجير الطرق الخارجية وتخصيص مناطق رعي للإبل وللأغنام.